( 1/2)
بقلم: أحمد ويحمان
فاطمة كريم .. وخمسة (5) مليون يهودي مغربي !
و
دعارة ديبلوماسية التطبيع
كلمات اليوم موضوعان، كل واحد منهما ألعن من الآخر، وكليهما عنوانين لهذه المرحلة الغبراء من تاريخنا الراهن التي نحياها هذه الأيام؛ مرحلة التطبيع والاختراق والصهينة الشاملة للبلاد .
أما الأول فيتعلق بامرأة من مدينة وادي زم إسمها فاطمة كريم أدانتها المحكمة الابتدائية بسنتين سجنا نافذا طبقا لمقتضيات الفصل (267) من القانون الجنائي بتهمة ازدراء الأديان ، وذلك بسبب سبها للدين الإسلامي ولإله المسلمين ورسولهم والسخرية من القرآن الكريم !
هذه المرأة، حتى فترة قصيرة، بحسب شهادة أفراد من أسرتها، كانت مرتبطة بعائلتها وبمعتقدها ومنسجمة في حياتها الاجتماعية قبل أن تنقلب كلية على حين غرة . فماذا جد عليها ؟
فاطمة كريم تجيب بنفسها عن هذا السؤال، في عدد من التدوينات على جدارها على الفايسبوك وفي بعض المباشرات = “les “lives التي كانت تقدمها لمتابعيها من حين لآخر .
ومما يستفاد من كتاباتها وتصريحاتها وصورها فيديوهاتها، فإنها غيرت دينها وأصبحت يهودية – مع أنها أحيانا أخرى تقول عن نفسها أنها لادينية ! – .. وأنها تسافر إلى الكيان الصهيوني وأن لها شركة ومشاريع، لاسيما في القطاع السياحي، وأنها تنظم رحلات سياحية جماعية، وتحدثت عن بعضها كالرحلة إلى مصر وأخرى إلى تل أبيب بالكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة…الخ .
فاطمة كريم امرأة عمرها( 39 سنة) بكامل قواها العقلية، وبالتالي فهي مسؤولة عن أعمالها وعن وبال ما يترتب عليها، مع أنها، على نحو ما، يمكن الحديث عن أنها ضحية للبروبغندا الصهيونية التي فعلت فعلها وسط بعض شبابنا، في غفلة، بل وبتواطوء مع السلطات في كثير من الأحيان . وقد سبق وتحدثنا وكتبنا مقالات ومقالات عن حالات مماثلة قبل التطبيع مع العدو الصهيوني، ولاسيما بعد التوقيع حيث أصبح التخريب الصهيوني الممنهج يتم بوسائل الدولة وبالمال العام وأصبح سياسة رسمية متبعة تدين المسؤولين والسلطات الرسمية قبل المواطنين المغرر بهم !
شقيق فاطمة، بوعزة كريم، يفيد في تصريح له أن شقيقته، لغاية ما كان عمرها 35 سنة، كانت عادية وملتزمة بدينها الإسلامي داخل العائلة قبل أن تختار أن تقيم لوحدها في شركتها لتفاجئهم في المدة الأخيرة بارتباطاتها وبسفرها إلى ” إسرائيل” … الخ
وإذن فالقضية كلها هنا؛ الاختراق الصهيوني .. ” إسرائيل” !.. ” إسرائيل” ! .
فاطمة كريم هي، في الحقيقة، موضوع جد جد خطير . ولا ينبغي التعامل معه – كما يفعل البعض – كحالة امرأة تم استغلال سذاجتها والتغرير بها وانتهى الأمر . لا . إن حالة هذه المرأة تقتضي الوقوف عندها مليا لعدة اعتبارات منها :
1 – أنها قضية اختراق خطيرة .
2 – إنها ليست حالة معزولة وإنما متكررة على مدى الوطن كله، وعابرة لكل المستويات الاجتماعية وتهم كلا الجنسين، ولاسيما في اوساط الشباب .
3 – أنها تندرج في أجندة تخريب المجتمع وضرب مقوماته وخلخلةوتماسكه .
4 – أن هذه الأجندة لها مشروع معروف ومخطط معروف ومعروفة أهدافه وتفاصيله والقيممون عليه والساهرين على أجرأته .
وهنا أهمية وخطورة ما تكشف عنه فاطمة كريم في ما تكتب وتقول، وهو ما يقتضي الوقوف عنده بكل التفاصيل في مناسبة أخرى، و نكتفي هنا بإسنعراض بعضها على سبيل المثال .
أ – 5 مليون يهودي مغربي .. آلا أونا ..!
من الأمور الملفتة في البروبغندا الصهيونية التي جندت مدانة وادي زم لتعميمها إطلاقها لرقم جديد لعدد اليهود المغاربة المعنيين بالعودة إلى بلادهم، وهو الذي حطمت به الرقم القياسي بعد رسوه على مليونين (2) ” من خوتنا ” حسب نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي بالبرلمان الذي سبق له أن وقع على مقترح قانون تجريم التطبيع !، أو “أزيد من مليونين” ! بحسب صاحب مركز الدراسات إياه المعروفة ارتباطاته التي إنها .. ؛ منار السليمي !
الرقم الجديد لليهود المغاربة المعنيين ب” عودتهم ” لبلادهم بحسب الأجندة الصهيونية هو إذن 5 مليون يهودي له الحق في أن يعود لبلاده المغرب ؟ !
كان عدد اليهود المغاربة حتى وقت قريب هو حوالي، ألفين وخمسمائة من المقيمين في مختلف المدن المغربية، لاسيما بالدار البيضاء، مع بضع مآت من المهاجرين بأمريكا بالولايات المتحدة وكندا وأوروبا .
لكن بعد فرية التفسير الصهيوني لعبارة ” المكون العبري” في الدستور، أصبح عدد اليهود المراد فرضه على الشعب المغربي هو 500 ألف، “نصف مليون ” مستوطن من الصهاينة، المجرمين القتلة المحتلين الإرهابيين من أصول مغربية، وعلى رأسهم وزراء و جنرالات وقادة في جيش الحرب والشرطة العنصرية التي ذبحت وتذبح في الفلسطينيين والمغاربة إلى يومنا هذا .
رقم نصف المليون هذا المراد فرضهم على المغاربة، تحت عنوان ” الجالية المغربية بإسرائيل ” هو الرقم الذي قدمه، قبل بضعة شهور فقط، ممثل كيان الإرهاب بالمغرب، السفير رغم أنف الرباط، المدعو غوفرين . لكن المناولين ( العطاشة )، يزيدون كل مرة، وفق ما يأتيهم من تعليمات، في رفع السقوف تصريحا إثر آخر . فبعد تثبيت رقم ال ” 2 د المليون ديال خوتنا ” .. ( مضيان ) و أزيد ( السليمي) .. هاهي الأجندة تعلن الرقم الجديد من خلال فاطمة كريم ( 5 د المليون ) .. واللي علاها يربح ! من يقول اكثر ؟ من يزيد ؟ .. ألا أونا .. آلا دوي ! آلا طريس !.
كثيرون، بمن فيهم بعض من المفروض فيهم أنهم مسؤولين، يستخفون من مثل هذا الكلام، بل ويسخرون منه، مثل ما سخروا قبل ذلك من تحذيراتنا بشأن تسونامي التطبيع القادم قبل حدوثه، ومثل ما سخروا من حديثنا عن التدريبات العسكرية للشباب المغربي تحت إمرة الضباط واحاخامات جيش الحرب الصهيوني … الخ .
كان الساخرون يرمون مناهضي التطبيع، أقل شيء، بالمبالغة، وإذا ببعض هؤلاء، يا لسخرية القدر، هم أنفسهم من سيوظفون في إطلاق هذا تسونامي المدمر للوطن والشعب والدولة بأيديهم .. وبألسنتهم بتبريره وتزكيته !
لا يا سادة أيتها المواطنات .. أيها المواطنون .. كل هذا الذي نحذر منه جاد وجدي !. وكما حذركم المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، في السابق حول ما يجري اليوم ، يجدد تحذيركم من الآتي .
فرقم مليون ثم المليونين من اليهود الذي روج له سابقا ليس اعتباطا ولا عبثا .. ورقم ال 5 مليون ليست فاطمة كريم هي من نطقته وإنما هي ” الشوفار ” الذي نفخت فيه، ومن خلاله الأجندة الصهيونية، هذا الرقم الجديد ..
سيتساءل “الأذكياء” جدا، وهم، مرة أخرى يضحكون ويستهزئون، وما يستهزئون إلا بأنفسهم وما يشعرون :
+ ولكن كيف سيثبتون علاقة كل هذا الكم الهائل من اليهود بالمغرب ليكتسبوا رابطة الجنسية وحقوقها ؟
والجواب على هؤلاء الأذكياء واضح ووقح ومن أكثر من مصدر، و من مواقع صنع القرار وليس من أفواه الأدواة وحسب .
خذوا لكم مانشيتات وسائل الإعلام والأخبار الرئيسية في قنوات الإعلام، الصهيوني والمتصهين، والتي واكبت زيارة رئيس أركان جيش الحرب الصهيوني، مجرم الحرب أفيف كوخافي . ألم تعلن وتواكب زيارته على أنها زيارة ل “مسقط رأس أمه” ؟! .. وأن كل من هو من أم يهودية فهو يهودي ويرث عن أمه كل شيء بما في ذلك جنسيتها ؟!
هذا قبل شهور فقط .. ولأن وتيرة الصهينة وأسرلة المغرب تتمشي بسرعة ضد الساعة ( والله أعلم بالخلفية المركزية لهذا )، فإن الأجندة الصهيونية والقيمين عليها، من خلال وبعلاقة مع هذه الخلفية بالذات، قرروا رفع السقف، تحضيرا لشيء ما يتم طبخه في المطابخ القذرة، إلى 5 مليون .. أما إثبات الروابط فهي القرابة وقرابة القرابة، أيا كانت هذه القرابة، مع أي يهودي مغربي .
ليس هذا معيار فاطمة كريم وحدها في الفيديو . فالاجتهاد ليس اجتهاد امرأة ( “على قد الحال” كما يحاول البعض نشر التضليل والتعتيم عن المخطط الخبيث، ومنهم من يفعل، ليس عن قصد، وإنما عن “ذكاء” زائد لديهم ! ) .. الاجتهاد ليس اجتهاد (هاد الولية) ” المسكينة ” ..
خذوا لكم قول وزير الخارجية المغربي، إسما، والإسرائلي فعلا، ناصر بوريطة الذي صرح بأنه : ” في كل إسرائيلي دم مغربي ” !!!
هل تعرفون معنى هذا الكلام ؟! لا أظن أن كثيرون منكم يعونه ويدركون خطورته البالغة على مستقبل المغرب .
إنه، رحمكم الله تمهيد لتدفق اليهود الصهاينة لاكتساح المغرب، دون قيود، وكل ذلك تمهيدا لإعلان المغرب إسرائيل جديدة !
فليسخر منكم الساخرون .. وليستهزيء المستهزئون . وليرمينا بالمبالغة ” الحكماء ” و” العقلاء ” كما كانوا يفعلون عندما كنا نتحدث عن التطبيع القادم قبل وقوعه فكانوا يقهقهون ساخرين .. حتى إذا جاء ما جاء فيهتوا مشدوهين فاغرين أفواههم من فرط ” الذكاء ” و” التعقل” و” الرزانة ” ..
( …)
هذا عن فاطمة كريم، أو بالأحرى عن الأجندة من خلال فاطمة كريم، ولنا عودة إليها وإلى معاني الخيط الأحمر التوراتي وبركاته والعقد السبعة و الأموال التي يتم جمعها، بالخيط السحري من المغربيات والمغاربة لقضاء جميع رغباتهم .. وعلاقة كل ذلك بزميلات فاطمة كريم المكلفات ببروبغندا بركات ” الهيكل المعظم” بتعبير سميرة بار واستحقاقات التسريع بهدم المسجد الأقصى لبناءدئه على أنقاضه؛ زميلات وزملاء فاطمة كريم المنبثات والمنبتين على امتداد كل تضاريس الوطن، وعلى رأسهم هدى بلقاضي الحلوي وسميرة بار كاتبة الحاخام أبراهام غولن الذي يفرش له السجاد الأحمر أينما حل وارتحل .
هذا الجانب من القصة سنعود إليه بمزيد من التفاصيل.. ومن عهر بعض العاملات بالأجندة الصهيونية، دعونا نعود الآن إلى عهر ودعارة آخرى؛ إنها الدعارة الديبلوماسية في وزارة بوريطة التي قالت عنه فاطمة كريم بأنه الوزير الوحيد الذي تعاون مساعدوه معها وأبدى هو استعداده لمساعدتها …
(تابعوا المقال في الجزء الثاني = 2/2 بحول الله .)
( …/…تابع )