عادت ظاهرة انتشار الأزبال في مدينة الجديدة لتثير قلق عدد من سكان أحياء المدينة وتدفعهم للتعبير عن استيائهم لما باتت تعانيه المدينة من كثرة الأزبال في الشوارع والأحياء وقرب التجمعات السكنية.
لكن القلق ، هذه المرة ، طال أجانب مقيمين في أحد أفخم أحياء مدينة الجديدة ويتعلق الأمر هنا بحي كاليفورنيا الذي وصفه الكاتب العربي المرموق خالص جلبي فائلا أن فيه قصور السندباد البحري وبيوت مهراجات الهند وأساطير الف ليلة وليلة.
قضية تراكم النفايات المنزلية في الحاويات وعجز الشركة المفوض لها ليست قضية جديدة وقلق الساكنة هو الأخر ليس مستجدا ، فقد سبق واستنكرت فعاليات مدنية وأخرى حقوقية في المدينة، في مناسبات سابقة ، سيما مع اقتراب فصل الصيف ، ظاهرة التكدس المقلق للأزبال في كل مكان، وكذا ما اعتبروها ممارسات خاطئة للسكان في رمي النفايات المنزلية بأماكن مختلفة، سواء أمام منازلهم أو على قارعة الطريق أو بالبقع غير المبنية و ذلك بقصد أو بدون قصد.
كما لا يبدو أن التدابير الأخيرة التي اتخذتها الجماعة الترابية لمدينة الجديدة والمتمثلة في الرفع من القيمة المالية المرصودة لصفقة التدبير المفوض للنظافة ، بتخصيص غلاف مالي إضافي ستنهي هذه الأزمة وتضع حدا لمعاناة الساكنة من جهة وتحقق التأهيل المنشود للمدينة وإعدادها لاستقبال موسم اصطياف سليم تتمكن معه المدينة من تحقيق رواج تجاري ناجح .
جريدة الصباح نشرت ورقة تحمل عنوان أزبال مدينة الجديدة للكاتب العربي خالص جلبي ينقل فيها تجربة ساكنة حي كاليفورنيا مع شركة التدبير المفوض للنظافة في مدينة اختار الإقامة فيها بعدما أدرك أنها لؤلؤة المحيط ، دورة السياحة و أشبه بساحرات العصور الوسطى .
ليكتشف ، فيما بعد ، أنها اشبه يملكة جمال مصابة بالجدري الذي يحفر في الوجه حفرا تذكر بسطح القمر نتيجة تكوم الأزبال في كل زاوية والحفر والنقر تتناثر في كل موضع .
قال الكاتب انه استطاع ان يوقف عمال النظافة لكونه يدفع كل سنة ضريبة نظافة بمقدار يزداد كل عام ووصل حاليا إلى 1419.16 درهما، سألهم من المسؤول فاعطوه بشكل خاص رقم هاتف في المنطقة الصناعية.
اتصل بالرجل وعرفه بنفسه فرحب وقال: سنحل المشكلة في خمسة أيام ، قال له: خذ خمسة أسابيع ، طبعا لم يحصل شيء. اتصل به ثانیا وثالثا ورابعا مع ترك رسالة صوتية في المرة الخامسة ، قال انه كان محظوظا بمخاطبته، ذكره بالكارثة البيئية خوفا من انتشار الأمراض وعد بالحضور شخصيا لكنه لم يحضر .
يرى الكاتب خالص جبلي أن مثل هذا الكلام لن يسمع له أحد، كما سوف يدعو إلى التضايق من آخرين فليس مثل المدح عسلا ولا مثل النقد حنظل ويعرف من نفسه انه ضيف في هذا البلد ، لكنها مسؤوليته وهو الكاتب ، وهي مسؤوليته في الكتابة وقد قرر السكن هنا في بلد يمثل الثقافة الإسلامية لبلد مسلم وبحز في نفسه وهو يرى هذه المدينة التي سميت بالجديدة أن لا تتجدد ، دواوير خطيرة تنعدم فيها الصحة نفسها.
يضيف الكاتب أن هذه واقعة من تخص مشكلة الأزبال في مدينة الجديدة التي يجب أن تستنفر لها الجهات المسؤولة في كل زاوية من هذه المدينة السياحية الجميلة إلى جانب العديد من المشاكل التي تراكمت يشكل يسيئ إلى المكانة التاريخية للمدينة ويقوض جماليتها ..