كما كان مقررا كانت القاعة الكبرى بثانوية بوشعيب الدكالي هذا اليوم 22/06/2023 على موعد مع ندوة نظمتها فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية بمدينة الجديدة في اطار تخليد اليوم العالمي للبيئة اطرها الأستاذ ماضي رضوان أستاذ جامعي بجامعة المولى سليمان ببني ملال والمحامي النشيط احمد بنجعفر عن هياة المحامين بالجديدة وعبد القادر السوسي عن ثانوية ابي شعيب الدكالي وموفودة جماعة الجديدة المهندسة نجوى منديب ومحمد فتحي عن مكتب الفيدرالية ، وبعد الكلمة الترحيبية التي القاها الأخ صلاح الدين بنحرارة الذي ادار هذه الندوة اعطى الكلمة لرئيس الفيدرالية الأخ عبد الكريم نهامي الذي بداها بنفس السؤال الذي يطرح في كل الندوات التي اعتادت الفيدرالية تنظيمها بهذه المناسبة منذ تاسيسها والسؤال هو هل فعلا نعيش في بيئة سليمة بمدينتنا ؟ وقال اننا كنا نخلص دائما الى جواب غير مريح مضيفا هل لنا اليوم ان نطرح نفس السؤال وهل سنخلص لنفس الجواب .مبينا انه على ضوء الواقع الحالي فإننا على الارجح سنصل هذه السنة ايضا لنفس الخلاصة اذ ان المؤشرات والمعطيات التي يعلمها الجميع ما زالت حاضرة رغم التطور الطفيف الذي طرئ على بعض الخدمات فما زال المواطن الجديدي يشتكي من الروائح والغازات المنبعثة من المطارح ومداخن المركبات الصناعية مهددة صحة الساكنة وجودة الحياة بالجديدة والنواحي ونظافة المدينة لازالت لم تجد لها الحل ، ضف الى ذلك الإجهاز على الغطاء النباتي من خلال اجتثاث في السنوات الاخيرة لعشرات الاشجار بالمدينة عمر بعضها تجاوز سبعين سنة ، واقتلاع مساحات كبيرة من غابة الحوزية وتغيير معالمها التاريخية وهي الرئة الوحيدة التي تتنفس منها مدينتا في نفس الحين ما زال الاسمنت المسلح يكتسح الفضاءات الخضراء والاراضي الفلاحية بمحيط المدينة بشكل عشوائي لا يحترم المعايير الدولية للبيئة اما حدائق المدينة على قلتها عانت من الاهمال لسنين طويلة حتى اصبح اغلبها في وضعية لا تليق بمدينتنا .المطرح القديم اصبح مشهدا شاذا وسط الجديدة يسيئ لسمعتها ولمعايير التمدن ونلاحظ تباطؤا كبيرا في تحويله الى منتزه كما هو مقرر ويزيد المشهد قتامة بانتشار شبه دائم للنفايات بمحيط الاحياء والاقامات وعجز واضح عن وضع حد لهذه المعضلة لغياب سياسة فعالة لتنظيف المدينة والحفاض على جما ليتها .
كل هذه القضايا وغيرها يقول السيد النهامي ترسم صورة غير مناسبة لمدينة الجديدة تعوض معالم مدينة كانت الى حدود الثمانينات مدينة جميلة هادئة وهو امر يجب ان يقف الجميع لمواجهته قبل فوات الاوان مضيفا ان هذه الصورة لا يمكن ان تجعلنا نبخس المجهودات التي تبذل من اجل الرقي بالمدينة من طرف كل من يساهم بهذا القدر او ذاك للحفاض على جماليتها ونظافتها رغم كل الاكراهات ، وعلى الخصوص اطر وعمال النظافة والمصالح التقنية وبعض جمعيات المجتمع المدني الذين نوجه لهم من هذا المنبر كل الشكر على مجهوداتهم الحميدة التي لا يمكن لوحدها ان تحد من التدهور البيئي .
ليوجه في الاخير نداء للمؤسسات والوحدات الصناعية الملوثة باعتبارها مقاولات مواطنة عليها ان تتحمل مسؤوليتها في اداء فاتورة اثار هذا التلوث من خلال الاهتمام بالبيئة وتنفيذ وتمويل المشاريع البيئية والصحية وتحمل نفقات النظافة وصيانة الفضاءات الخضراء وانجاز ما هو مسطر في مخطط التهيئة وتحمل الاعباء المالية لذلك وباستعجال انشاء منتزه مكان المطرح القديم وغرس الشريط الاخضر على اعتبار ان ذلك من اولويات مطالب مدينة الجديدة وساكنتها
بعد هذه الكلمة تداول على الميكروفون كل من الأساتذة ماضي رضوان الذي قدم عرضا اكاديميا قيما تحت عنوان “التنمية المحلية والابعاد البيئية حلم ام استراتيجية مستقبلية” تناول فيه مجموعة من القضايا والاشكالات كالعلاقة مثلا بين التطور الاقتصادي والكلفة البيئية وهي علاقة معقدة فأي تطور على المستوى الاقتصادي له كلفة بيئية و ضغط على الموارد وقارن بين الوضعية الاقتصادية وعلاقتها بالبيئة في دول الشمال وما هو حاصل في دول الجنوب كما استحضر بالمناسبة مفهوم التنمية المستدامة والحكامة في تدبير الموارد الموجودة وضرورة اشراك المواطنين والمجتمع المدني في القرار التنموي .
مداخلة الاستاذ احمد بنجعفر انصبت على الجانب القانوني الذي يؤطر البيئة ولم يفته ان يذكر ان البيئة لها وجه من اوجه حقوق الانسان حقه في فضاء جيد وبيئة نظيفة واثار عدة مواضيع وقضايا مرتبطة بأدوار المؤسسات التي لها علاقة مباشرة او غير مباشرة بالبيئة ومسؤوليتها وسلطتها القانونية والتدبيرية في الحفاض على البيئة ، تجدر الاشارة ان الاستاذ احمد بنجعفر واكب ورافق الفيدرالية واطر عدة لقاءات خصوصا ما تعلق بالتحسيس ونشر ثقافة السانديك والعيش المشترك.
ثالث التدخلات كان لمحمد فتحي عضو مكتب الفيدرالية الذي قدم عرضا بالباور بوانت للملف الترافعي لفيدرالية جمعيات الاحياء السكنية في موضوع البيئة نقل فيه صورة بالصورة والصوت لأوضاع التطهير الصلب والتطهير السائل والحدائق والمساحات الخضراء والتلوث الصناعي وغيرها من المواضيع المتعلقة بالبيئة ومسؤولية المتدخلين من مجلس جماعي وسلطات محلية وشركات صناعية وخواص ومواطنين ومجتمع مدني …
الاستاذ عبد القادر السوسي قدم للحاضرين تجربة الثانوية في ميدان البيئة والشراكة والزيارات المتبادلة التي اقيمت في هذا الصدد مع مدرسة المانية
في اطار العلاقة التشاركية التي يجب ان تسود بين جميع المتدخلين كان لابد للفيدرالية ان تدعو المجلس الجماعي المسؤول الاول عن البيئة بالمدينة الذي اوفد مشكورا المهندسة نجوى منديب التي شاركت بعرض صريح وواف تناولت فيه قضايا النظافة والتطهير السائل واجابت من وجهة نظرها بأريحية على كل الاسئلة التي طرحها الحاضرون مذكرة انها على استعداد للتفاعل مع كل الافكار والاقتراحات لتجويد الحياة بالمدينة
وبعد هذه المداخلات فتح نقاش ديمقراطي بين الحاضرين انصب على الاعطاب والقضايا التي تستاثر باهتمام المواطنين خاصة فيما تعلق بالنظافة والمساحات الخضراء والروائح والغازات المنبعثة من المطارح والمركبات الصناعية وتأثيرها على صحة الساكنة وجودة الحياة بمدينة الجديدة وانتهت الصبيحة بتوزيع شهادات التقدير والشكر على المشاركين وغرس رمزي لشجرة بفضاء الثانوية الذي أصبح يضرب به المثل ونموذج يقتدى به على مستوى النظافة والتهيئة والتنظيم.
اشارة اخيرة هو التنويه الذي لقيته جمعية الشهدة التي يراسها كاتب الفيدرالية الاخ عبد الكريم النهامي من طرف جميع المتدخلين حيث ان هذا الحي اصبح مثالا يقتدى به في التنظيم والنظافة وجودة الحياة وحبذا لو ان باق الاحياء تحذو حذوه عملا بمقولة الكاتب الإيرلندي الشهير جورج برنارد شو: “ما أجمل النّظافة! ولكن ما أعظمها عندما تكون في عقولنا”
اعلام فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية