عقد منتدى الصحافيين والإعلاميين الشباب بمدينة الجديدة صباح يوم أمس السبت 25 يناير الجاري، لقاءً مفتوحًا مع السيد مندوب وزارة الصحة بالإقليم (مدير المستشفى بالنيابة) الدكتور “جلال سعيد اصباغي”، خصص لمناقشة أبرز القضايا التي تؤرق القطاع الصحي بالإقليم، بدءًا من انتشار وباء “بوحمرون” وصولاً إلى تحديات تأهيل المراكز الصحية ونقص الأطقم الطبية.
واستهل اللقاء بمداخلة للسيد مندوب الصحة، أشار فيها إلى ظهور أول حالة إصابة بوباء “بوحمرون” في مارس 2024، وأضاف أن الوضع ازداد سوءًا بحلول ديسمبر من العام نفسه، مما أسفر عن تسجيل ثلاث حالات وفاة بين المصابين وينحدر أغلبهم من جماعات قروية، وأوضح أن الوزارة تعمل على مواجهة هذه الأزمة من خلال البرنامج الوطني للتلقيح، الذي بدأ العمل به منذ عام 1987، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود لتحسيس المواطنين بأهمية التلقيح، خاصة في المناطق النائية.
وتطرق النقاش إلى مشكلة تأخر أشغال تأهيل المراكز الصحية في الإقليم، حيث أرجع المندوب السبب إلى مشاكل إدارية واجهت الشركة المكلفة بالتجهيز، وأكد أن هذا التأخير يؤثر سلبًا على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، مما يستدعي اتخاذ تدابير حاسمة للإسراع بتنفيذ الأشغال.
ومن بين الإكراهات الكبرى التي أُثيرت خلال اللقاء، الخصاص الحاد في الأطقم الطبية بالإقليم، خاصة في ما يتعلق بالكفاءات المتخصصة، وأشار المندوب إلى أن جهاز السكانير بالإقليم يعتمد على طبيبة واحدة فقط، وهو ما يزيد الضغط على المنظومة الصحية ويُعيق تقديم خدمات فعّالة وسريعة.
وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها القطاع الصحي بإقليم الجديدة، إلا أن المستشفى الإقليمي محمد الخامس يُعد نموذجًا إيجابيًا في بعض الجوانب، حيث يتميز قسم العناية المركزة “الإنعاش” بجودة الخدمات الصحية المقدمة نظرا لتوفره على العدد الكافي من الطاقم الطبي والتمريضي، وقد أشاد السيد مندوب الصحة خلال اللقاء مع منتدى الصحافيين والإعلاميين الشباب بالمجهودات التي تُبذل داخل هذا القسم لضمان تقديم رعاية طبية فعّالة وشاملة للمرضى.
وإضافة إلى ذلك، يُعتبر المستشفى محظوظًا بوجود بعض التخصصات التي تتوفر فيها الأطقم الطبية بالكفاءة والعدد الكافيين، مما يضمن استجابة سريعة وفعالة لاحتياجات المواطنين، ويُساهم هذا الوضع الإيجابي في تخفيف الضغط على مرافق المستشفى، ويعزز من ثقة المواطنين بالخدمات الصحية المقدمة.
إلا أن هذه النقاط المضيئة يجب أن تُواكبها حلول فعالة لمعالجة النواقص في باقي الأقسام والمراكز الصحية بالإقليم، لضمان تقديم خدمات صحية متوازنة وشاملة في جميع التخصصات.
وفيما يتعلق بموضوع الرشوة في القطاع الصحي، أكد السيد المندوب أنه لم تُسجل أي شكاوى رسمية بخصوص هذا الموضوع، إلا أنه شدد على أهمية تفاعل المواطنين في محاربة هذه الظاهرة، ودعا إلى استخدام الرقم الأخضر الذي خُصص للتبليغ عن أي خروقات، مبرزًا حرصه الشخصي على استقبال الشكاوى ومعالجتها بشكل فوري.
وأكد السيد المندوب خلال اللقاء على أهمية تعزيز الشراكة بين قطاع الصحة ووسائل الإعلام، مشيرًا إلى أن للإعلاميين دورًا محوريًا في توعية المواطنين، وأعلن عن نيته التنسيق مع المنتدى لإطلاق حملات تحسيسية تستهدف المناطق ذات نسب التلقيح المنخفضة، بهدف مكافحة انتشار وباء “بوحمرون” وتعزيز الصحة الوقائية.
واختُتم اللقاء بدعوة الصحافيين إلى القيام بجولة تفقدية داخل مستشفى محمد الخامس الإقليمي بمدينة الجديدة، وقد شملت الجولة مختلف الوحدات الصحية بالمستشفى، حيث اطلع الصحافيون عن قرب على واقع الخدمات الصحية المقدمة، إضافة إلى التحديات اليومية التي تواجه الأطقم الطبية والإدارية.
وفي نهاية اللقاء، عبّر السيد المندوب عن شكره العميق للصحافيين الحاضرين، مشيدًا بدور الإعلام في تسليط الضوء على قضايا الصحة العامة ونقل صوت المواطنين. كما دعا إلى استمرار هذه اللقاءات التي من شأنها تعزيز الشفافية وتحقيق شراكة فعالة بين الإعلام والمؤسسات الصحية، لما فيه صالح المواطنين وإقليم الجديدة بشكل عام.