الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

تحالفات عبثية في ظل تطبيع مجاني !

 


بقلم ابو ايوب
فتور كبير يعتري العلاقات الثنائية المغربية الاسرائيلية بعد قرار التطبيع ، و هي العلاقة التي تعيش حاليا اسوء وضع لها منذ اكثر من خمسين سنة ، حيث يبدو الوضع بدون افق مستقبلي واعد خلاف الآمال التي عقدت بداية التطبيع الرسمي العلني . تقارير غربية تناولها الاعلام الامريكي و الاسباني خلصت في مجملها الى انتفاء اي قيمة مضافة متسائلة عن الفائدة التي جنتها الدول العربية من تطبيع علاقاتها مع اسرائيل .
دليل الفتور هذا ، الاستقبال الرسمي بالقصر الملكي للسفراء الجدد المعتمدين بالمملكة و استثناء السيد دافيد غوفرين الذي اعلن نفسه سفيرا لاسرائيل بالرباط ! حدث و ضجر و خيبة أمل حمالة رسائل سياسية من خلالها تعلن المملكة ، عن عدم رضاها من التلكؤ الاسرائيلي في دعم الموقف المغربي و تقاعس اللوبي اليهودي بامريكا في الدفاع عن المصالح المغربية و على راسها قضية الصحراء ، فاسرائيل التي تعد و تأخذ كل ما طلبت ..هي نفسها اسرائيل التي لا تفي بالوعود و لا تعطي مقابلا لمن طبعوا معها ! .
بالعودة الى تاريخ التطبيع الرسمي و العلني بين الدول العربية و اسرائيل ، نلاحظ بان لا مصر و لا الاردن من بعدها انتفعوا و حققوا انجازات لدولهما و لشعوبهما ( سيناء المصرية منزوعة السلاح و ما يترتب عن هذا من سؤال عن السيادة/ الاردن بعدما كان هو الذي يزود اسرائيل بالمياه أصبح وجوده و مصير شعبه بيد اسرائيل التي اصبحت متحكمة في مياه غور و نهر الاردن …) ، بالتالي أمست عبر الأمس ارهاصات الحاضر و المستقبل .
الدروس المستخلصة اليوم ما قاله أحدهم :
* اسرائيل اهون من بيت العنكبوت ، بالتالي من لا يقوى على توفير الحماية و الأمن و الاستقرار لبلده و شعبه ، لن يوفرها جزما لغيره رغم كثرة الوعود و العهود و الاتفاقيات ….
* تمسك غريق بغريق فغرقا يصلح كعنوان لما آلت اليه اوضاع اسرائيل و معها الدول المطبعة ، و من به شك فلينظر الى وضع السودان
* مملكة البحرين الغارقة المنقسمة على نفسها اهتدت الى حل دراماتيكي بكل المقاييس افقدها استقلالها و سيادتها ، من خلال تسليم اسرائيل طواعية مقاليد أمورها الامنية/ الاستخباراتية/ العسكرية .
* دولة الامارات وعدتها امريكا و اسرائيل بتوفير الحماية لها في اي مواجهة مرتقبة مع ايران ، و كان الوعد هذا محفزا لها على الانخراط في التطبيع فضلا عن كونه استقواء باسرائيل في مواجهة الاخطار المحدقة بالامارات ، فاذا بالعكس أصبح تحصيل حاصل و عنوان اللحظة ، أي بمعنى ، كيف لمن لم يستطع توفير الحماية لعمقه في مواجهة صواريخ قطاع غزة ، و الذي عجز ايضا عن توفيرها في مواجهة صواريخ و درونات الحوثيين اثناء زيارة الرئيس الاسرائيلي للامارات ، قلت كيف له ان يوفر الحماية للامارات في مواجهة قوة اقليمية جارة ( ايران) أكبر وأعتى بكثير من الحوثيين و فصائل المقاومة بفلسطين؟ .
* المغرب بدوره عقد عدة اتفاقيات أمنية/استخباراتية/ عسكرية/ الفلاحة و الزراعة ، فضلا عن اتفاقية الدفاع المشترك كما قيل و هللت له مختلف المنابر الاعلامية و بعض الزعامات الحزبية ، اليوم تتضح الصورة اكثر لتخبرنا نحن معشر المغاربة بأن ما ربحته مصر من معاهدة التطبيع لسنة 79 ، و ما حققه الاردن من معاهدة 94 …، سوف يصبح العنوان الابرز للتحالفات العبثية و التطبيع المجاني العربي دون استثناء أي من المطبعين ، و الدليل امامنا وفق وصفي لاسرائيل بانها تأخذ و لا تعطي ، هي ربحت الاعتراف الرسمي المغربي بها كدولة ، لكنها في المقابل أحجمت عن الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء ! ، فماذا ربح المغرب سوى تعزيز لعداوة اقليمية و فتات صفقات تسليحية و نزر قليل مما جادت به عبقرية اسرائيلية في المجال الفلاحي ؟ ، بل ان الخطر الداهم الذي لم ينتبه له الكثيرون يتجلى من خلال الابتزاز الذي تثقنه اسرائيل ، لذا اتسائل ماذا لو اقدمت في ظل فتور العلاقات و قامت بخطوة ابتزازية كعادتها مطالبة بتعويضات عن ممتلكات اليهود المغاربة الذين استوطنوا فلسطين ، و هي تعويضات بملايير الدولارات ؟.

Related Post

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *