المصطفى دلدو
تضامن الجمعيات المنضوية تحت لواء “فيدرالية النسيج الجمعوي أولاد اسبيطة” بالجماعة الترابية أولاد اسبيطة، التابعة إقليميا لسيدي بنور، وتحالفها، بل، تزاوجها من أجل الوصول إلى مخاض، لإنجاب فيدرالية.. فعلا، أطلت علينا، وأعلنت ميلادها قبل شهور، وبالضبط في 21-10-2023، في لحمة واحدة بعد أن كانت تعاني الشتات بين دواوير التراب السبيطي، إن جاز التعبير..
وقد نتفاءل خيرا لميول كفة هذه الخطوة الجريئة في اتجاه خانة الإيجابيات.. ولا نستبق الأحداث حول مستقبل وآفاق الفيدارلية!! فهي الآن في بداية المشوار، وتحاول وضع قدمها على الطريق الصحيح.. ثم إن أحسنت اختيار بذور جيدة ومختارة ستجني جودة عالية لثمور الغد.. ولعل هذا ما ستبدي لنا به الأيام القادمة، إن شاء الله..
وكما هو معلوم فقد استبشر المتتبعون لهذا التكتل التضامني الجمعوي الإيجابي خيرا، باعتباره قوة تضامنية قد تضفي على المشهد المدني صفة إيجابية.. صحيح أن بعض الجمعيات تنقصها الخبرة، وليست لها مشاريع على أرض الواقع، لكن هناك أخرى تقوم بمجهودات مشجعة في المجال التنموي، إنها خطوة جبارة للانتقال من ثقافة الركون والنقد الأجوف إلى ثقافة المبادرة، والتأسيس والعمل..
إنها إشارة قوية ويجب التقاطها بشكل إيجابي، وتدعيمها، ومساندتها، من كل الأطراف الفاعلة بالقطاعات العمومية والشبه العمومية وحتى الشركات المحلية والوطنية، لم لا؟ وكذا المجتمع المدني.. كما يجب على مؤسسي فيدارالية أولاد اسبيطة، السهر على كسب المنخرطين، وجلبهم لرص وتقوية صفوفها، والعمل على خلق جمعيات ذات مهنية عالية، ترصد الحاجيات بشكل علمي، بعيدا عن الثقافة السياسوية الجوفاء، والانفتاح على التجارب التي سبقتهم، مع الإنكباب على ممارسة الفعل المدني بشكل جيد، وبكل تفان داخل إطار جمعوي قوي يعد مرجعيا لتنمية العالم القروي، وذلك للابتعاد عن ذائقة الهشاشة.. وفي إطار ما يزخر به بلدنا المغرب من تنوع جغرافي، أغلب أراضيه لا تصنف إلا ضمن المناطق القروية، التي طال بعضها، إن لم نقل جلها، الإهمال، ونخرتها الهشاشة بشكل عام(!) الشيء الذي ساهم بشكل مباشر في هجرة معظم سكانها نحو المدن.
ومن أجل الخروج من هذا الوضع يجب الالتفاتة إلى العالم القروي والاهتمام به، والعمل على إدراج برامج تنموية شاملة تستهدف الأبعاد الاجتماعية والثقافية والرياضية.. وذلك لتعزيز دور ومكانة العنصر البشري بهذه المناطق النائية..
ولعل من هذا الباب رأى رواد الجمعيات ورواد التعاونيات بالجماعة الترابية أولاد اسبيطة، أن التآلف داخل فيدرالية قد يمنح إشارة المرور نحو الأهداف المتوخاة، ببسطه الطريق في اتجاه المواكبة لكل التطورات ومستجدات العصر، وبالتالي يعطي نفسا جديدا للعمل الجمعوي والتعاوني بالعالم القروي..
وهذا التآلف، الذي سطع نوره بدار الضيافة المويلحة، بالجماعة الترابية أولاد اسبيطة، أقبل على تنظيم النسخة الأولى للحفل المتميز لجائزة المجتمع المدني لأولاد اسبيطة، مساء يوم السبت 10-02-2024، ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال، بدار الثقافة بمدينة الزمامرة.. وهذا الفعل كان محط انتقاد لبعض “السبيطاويين”، الذين عبروا عن رأيهم بالإشارة إلى أن النسخة الأولى يجب ألا أن تنظم خارج حدود التراب “السبيطي”..
ورغم كل هذا، فقد شكل هذا النشاط الجمعوي دعامة قوية ومباشرة للمجتمع المدني، مع خلق أجواء ملائمة لتأطير الشباب، والسهر على إدماجه في عملية النمو الاجتماعي، وفتح المجال للإبداع وإبراز قدراته على الخلق والابتكار، وتحويله إلى أداة قوية تتحمل المسؤولية في بناء مجتمع مسؤول يساهم في التنمية والتغيير والتطور والرقي، وجعله مواطنا صالحا متشبعا بقيم المواطنة..
وبعد آيات من الذكر الحكيم، استهل رئيس فيدرالية النسيج الجمعوي أولاد اسبيطة، السيد عبد الواحد فضيل كلمته الترحيبية بالتوجه بالشكر إلى كل من تفضل بالحضور إلى هذه النسخة الأولى، باعتبارها نقطة انطلاقة لمشوار هذا التكتل التضامني.. ثم تناول الكلمة بالتتالي رئيس جماعة أولاد اسبيطة السيد الرحا، والنائب البرلماني ورئيس جماعة الغنادرة السيد عبد الغني مخداد، بحضور ضيف شرف رئيس الشبكة المغربية لحقوق الإنسان وحماية المال العام، الأستاذ مصطفى السباعي، والمندوب الإقليمي للشبكة المغربية لحقوق الانسان وحماية المال العام بالمغرب، السيد مصطفى مبسوط..
ومباشرة بعد النشيد الوطني انطلقت فقرات هذا الحفل، الذي كان وراء تنشيطه السيد المصطفى عبدو، بتقديم أشرطة وثائقية وتعريفية تحمل بين طياتها المحطات التي مرت منها كل مكونات الفيدرالية، وتتويج أسماء من المجتمع المدني تقديرا لحبهم التطوعي في المجال الجمعوي، والمساهمة في الإقلاع بالتنمية بتراب الفيدرالية مع توزيع عدة شواهد على الفاعلين في هذا الحقل..
وعلى عادة المجتمعات بمملكة المغربية، فقد اختتم هذا النشاط الأول من نوعه لفيدرالية النسيج الجمعوي أولاد اسبيطة بإقامة حفل شاي على شرف الضيوف والحضور الكريم.