متفوقات ومتفوقي الثانوية التأهيلية ابن عربي باثنين الغربية على سطح الـ”بوديوم” بحفل التميز للأسدوس الأول -أبريل 2024-
المصطفى دلدو
لثقافة التحفيز والتكريم أهمية كبرى، من حيث المساهمة في منسوب الاجتهاد والتفوق في كل المستويات الدراسية، والدفع بالتلميذات والتلاميذ نحو بذل المزيد من الجهد الإيجابي، سعيا وراء الإدلاء بشهادة الاعتراف بتفوق جيل الغد دراسيا، بمنطقة لا زالت لم تنسلخ من خانة “النائية”.. لذلك يرجى حضهم على الحرص والمحافظة على شعلة نشاطهم الثقافي، كي يحظى حفل التكريم هذا بالتقدير لكل مثابر نال شرف إحدى الرتب الثلاثة بابن عربي..
وقد لا يبتعد مفهوم التكريم عن التصور القرآني للإنسان، حيث تعتبر الآية الكريمة: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً” [سورة الاِسراء، الآية: 70] تكريما لبني آدم، الذي يذكرنا بشرف الانتساب إليه عليه السلام، مقرونا بالتفضيل له على كثير من الخلق.. وما وصف الإنسان بالكرم، إلا عنوانا للأخلاق، والأفعال المحمودة..
“فخورين بكم.. نبارك لكم التفوق.. إنكم رجال الغد..” على إيقاع هذه الكلمات، استقبل مطعم الثانوية التأهيلية ابن عربي، مساء يوم السبت 20 أبريل 2024، ابتداء من الساعة الثانية والنصف بعد الزوال، وجوها سبق وأن غازلت باب الكد والاجتهاد، رافعة منسوب التفوق الدراسي داخل أوساط العالم القروي..
ومن انسل عن المجموعة وعانق الصعود في الاتجاه العلوي، هروبا من جاذبية القاع، فسيجد له مكانا بالقمة، إيمانا بالمقولة الشهيرة: «أوجد لك مكانا في القمة ففي القاع ازدحام شديد» متنفس لا يسمح إلا لمن استطاع إلى إليه سبيلا.. الثلاثة الأوائل، حسب كل مستوى، من تلاميذ وتلميذات ابن عربي.
ومن انسل عبر المتنفس هذا سيظفر بالتحفيز، وسيقفز على سطح “بوديوم” التتويج، ذو الدور الفعال في العملية التعليمية.. لذلك تدأب أغلب المدارس، إن لم يكن جميعها، على تكريم نخبة استطاعت إيجاد مكان لها بالقمة، هروبا من ازدحام القاع، من تلميذاتها وتلاميذها المتفوقين دراسيا، مباشرة بعد إعلان النتائج، المرتبطة بالأسدوس الأول.. وكم هي الأجواء رائعة عند وصول كل مستحقة ومستحق إلى سطح “بوديوم” التتويج، مع الإشادة بتفوقهم..؟
وعملا بالمواد الدراسية والشعب، التي تفوقوا فيها، سيتم إرشادهم لتسهيل عملية إلحاقهم وولوجياتهم للمؤسسات العليا ذات العلاقة بتكويناتهم.. مع منحهم شواهد تقديرية، وإشعار أولياء أمورهم بخطابات تهنئة، وحتى الإشادة بهم عبر مختلف الأجهزة الإعلامية لم لا؟ ألا يعتبر هذا تحفيزا للآخرين عبر اللامباشر؟
وتماشيا مع ” بروطوكول ” المواسيم الدراسية الماضية، دأبت ثانوية ابن عربي التأهيلية على تحفبز تلاميذها وتلميذاتها المتفوقين والمتفوقات، بشراكة مع جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ والتلميذات، عشية يوم السبت 20 أبريل 2024، تحت سقف قاعة المطعم.. حيث تشرف حفل التميز هذا بحضور ضيوف كرام، وآباء وأمهات وأولياء أمر المتفوقين، إلى جانب الأساتذة، على اعتبار أنهم أهل المؤسسة التعليمية..
وتعد سياسة التحفيز بثانوية ابن عربي التأهيلية الركيزة الأساسية، التي تسعى إدارة المؤسسة، إلى ترسيخها من أجل ضمان التنافسية بين المتعلمين، وتحقيق جملة من الأهداف أهمها النتائج الجد عالية على الصعيد المحلي والإقليمي، ولم لا على الصعيد الوطني.. إنه اعتراف بالقدرات الخاصة للمتعلمين، والأخذ بعين الاعتبار مجهودات جميع التلاميذ والتلميذات..
وانطلاقا مما جاء أعلاه اغترفت مديرة الثانوية التأهيلية ابن عربي السيدة سناء الحوميتي كلمتها من التعثرات، التي عاشتها المؤسسة التربوية خلال هذا الموسم الدراسي 23-2024، والاكتظاظ الفظيع، حسب وصفها، حيث يقف الأستاذ أمام 48 إلى 50 تلميذا وتلميذة داخل الفصل، ثم اعتبرت أن التميز ظاهرة إنسانية، مرتبطة بقدرات الفرد، وطالبت بالحفاظ على منسوب المثابرة، وأكثر للمتوجين، ما بعد الباكلوريا..
كما استهل مدير المؤسسة التربوية بالنيابة السيد محمد وريد كلمته الترحيبية، بعد أن حافظت ثانوية ابن عربي على تألقها وأكثر، على أن الموسم الدراسي الحالي 23/2024 له ميزة خاصة، ما جعل المؤسسة لا تتنازل على هذا التتويج لمتفوقيها ومتفوقاتها، وأن تعتز بنجبائها المميزين، على اعتبار أن التحفيز يعد إشارة لزعزعة أشياء باطنية للإنسان، تساعد على استدراج التلاميذ لحب العلم والتعلم، بغية تحقيق الأهداف على الأقل، إن لم نقل تحقيق ما بعد الأهداف.. كما أشار السيد المدير بالنيابة إلى أن النتائج، التي أفادت بأن الإناث كن متفوقات على الذكور..
ومن خلال كلمته أشار رئيس جمعية آباء وأولياء وأمهات التلاميذ والتلميذات، السيد العربي عمران.. إلى أن هذا التألق لم يأت من فراغ ، بل، كان وراءه جنود يعملون في صالح طالب العلم، ويستحقون الشكر والتنويه على مجهوداتهم.. وأضاف أن ثانوية ابن عربي ساهمت بشكل كبير قبل سنوات في تكوين أطر عليا (مهندسين وأطباء وخريجي المعاهد العليا بالمملكة) ثم حذر قائلا: .. نحتفل ونستحضر الإكراهات الحالية.. ونستشعر خطورة الأمر مستقبلا، لأن مؤسسة ابن عربي يستحيل عليها استيعاب كل هذا الكم من التلاميذ والتلميذات!!
وبعد تناوله الكلمة توجه الأستاذ السيد عبد الرحيم استيك بالشكر لكل من ساهم أو ساعد بشكل أو بآخر هذه المؤسسة، معززا قوله بأن تظافر كل الجهود صبت في استنبات هذا الحفل، ونتمنى أن تظل على مسيرتها الريادية..
كما ذكر مدير المصالح الجماعية بالجماعة الترابية الغربية، السيد عبد الله المتوكل، بأن الجماعة لن ولم تتهاون في مد يد المساعدة لابن عربي، وستظل السند الرئيسي لها باعتبارها خزانا لتأهيل الطاقات الواعدة وأطر الغد العليا..
وفي قالب فني، كانت تخلل هذا الحفل الشيق، بين الفينة والأخرى، لوحات وصفت بالرائعة، من الرقص الأغنائي ، واسكيتشات ومسرحيات هادفة ذات الإخراج المحلي لبعض الأساتذة وإنتاج مشترك، وتمثيل لتلميذات وتلاميذة مؤسسة ابن عربي..
ومباشرة بعد ذلك حل موعد توزيع الجوائز التحفيزية والشواهد التقديرية على المتفوقات والمتفوقين..