المصطفى دلدو
لعل أن فضل مساعدة الفقراء أمر لا يمكن إغفاله في حياتنا.. فعندما نمدهم يد المساعدة، فإننا نمد يد الرحمة والرفق والعطاء.. وأن ما نقدمه للفقراء ليس مجرد مساعدة مادية فحسب، بل، هو بناء جسور من الأمل للوصول إلى حياة أفضل.. وهذا ما أشار إليه علماؤنا الأجلاء، حيث ذكروا أن مساعدة المحتاجين فرض كفائي على كافة المسلمين..
وعندما تساعد الفقير، فإنك ترفع مستوى المعيشة للمجتمع ككل.. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يسد الفجوة الواسعة بين الأغنياء والفقراء بقدر ما يضيقها. كما لا يعود ذلك بالنفع على الاقتصاد فحسب، بل، يحسن ظروف المجتمع ككل..
ولا تبتعد المساعدات عن إطارها التكافلي والتضامني.. فهي تبني علاقات اجتماعية متينة وقوية بين أفراد المجتمع. وتضفي صبغة الشعور بالانتماء والمشاركة المجتمعية..
لذلك حثنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: “خير الناس أنفعهم للناس”. ونحن كمسلمين علينا تضافر الجهود والتسابق نحو مد يد المساعدة لإخواننا الفقراء بداية هذا الموسم الدراسي 24-2025، عبر مساهمات تعكس معنى التواصل والترابط الاجتماعي.
وقد يكون هذا وراء دفع دار الطالب بالجماعة الترابية الغربية إلى فتح أبوابها لاحتضان لقاء تواصلي، دعت إليه جمعية آباء وأمهات وأولياء تلميذات وتلاميذ الثانوية التأهيلية ابن عربي فعاليات المجتمع المدني بالجماعة الترابية الغربية إلى فتح حوار حول فعل الخير من أجل إنقاذ تلميذة أو تلميذ في وضعية هشة وصفت بــ”الصعبة”..
وعزز هذا الحضور قائد قيادة الغربية، السيد توفيق الحاكمي، إلى جانب مديرة ثانوية ابن عربي التأهيلية، السيدة سناء الحميتي، ورئيس جمعية أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ، السيد العربي عمران، ورئيس الجماعة الترابية، السيد بوشعيب بردان، وعضو المجلس الإقليمي، السيد يوسف البغلي، وأقلية ممثلي جمعيات المجتمع المدني، وممثل القوات المساعدة في إطار الحفاظ على الأمن بضواحي المؤسسة التعليمية ابن عربي..
ألا يعتبر الفقير جزءا من الواقع؟ ألا يحتاج إلى عطف أخيه تحت سقف الإنسانية قبل المواطنة؟ فكيف ينظر لمن بتأرجح بين الظهور بانتمائه لطبقة أعيان المنطقة وشح تدفق مساعداته نحو الفقير؟
فلا تكن رجلا صُوصا، وكن رجلا حصيفا! حتى لا تترك مجالا للفقر لمهاجمة أبناء قريتنا النائية، والبقاء على باب مفتوح أمام الجهل، والمستوى التعليمي المتدني، نتيجة ارتفاع منسوب الهدر المدرسي بالأوساط الفقيرة، فيطفو على السطح انتشار العنف والجريمة، وحتى الأمراض والأوبئة لم لا؟
وللمساهمة في خلق بيئة سليمة ومستدامة للجميع، يجب النهوض بثقافة التضامن بين الأجيال من خلال تقوية الروابط الاجتماعية، مع خلق تماسك أفضل للمجتمع، والمشاركة في حملة المساعدات، مع دعم الجمعيات للأعمال الخيرية، والتبرع بالبقالة لبنك المساعدات المحلية..
وبما أن مؤسسة ابن عربي، ومنذ نشأتها، ساهمت في بناء مجموعة من التلاميذات والتلميذ، الذين تخرجوا بمستوى عال، وبرتب عالية بتراب المملكة.. فإن اليوم، نلمس بأن الأزمة أصابت الطفل قبل الكبير، وخدشاتها طفحت على سطح وجوه التلاميذ..
كما يشار إلى أن بعض التدخلات أشارت إلى أن الدخول المدرسي لهذا الموسم 24-2025 مشوب بإكراهات متشددة للغاية، واعتبرت هذا الجمع فرصة ومتنفسا لدراسة هذه الإكراهات، سواء أكانت موسمية أم على امتداد السنة، خاصة، وأن هناك أشياء برزت مع توالي سنوات الجفاف، وأن المجال الفلاحي المعتمد بالدرجة الأولى بعالمنا القروي قد تضرر بشكل فضيع وبكل المقاييس.. لكن فلنتفاءل خيرا، ونعتبر أن هذه الأزمة ستكون عابرة كغيرها من الأزمات التي سجلها التاريخ.. كما أن التدخلات أثارت، بل، طالبت بفصل الإعدادي عن الثانوي، وركزت اهتمامها على الخصاص في أسطول وسائل النقل رغم استفادة الجماعة الترابية الغربية مؤخرا من سيارتي نقل مدرسي بمبادرة جهوية.. وفي الإطار ذاته تم نداء إلى رؤوس الأموال من أجل الاستثمار في مجال النقل المدرسي، وستمنحهم مساعدات مقابل ذلك..
وفي إطار إحداث إعدادية جديدة كمتنفس للثانوية التأهيلية ابن عربي أوضح رئيس الجماعة الترابية الغربية السيد بوشعيب بردان بأن اقتناء أرض تلفه صعوبات، على الأقل في الوقت الراهن، لأن هناك إكراهات، ويجب احترام وثيقة التعمير..
وقبل اختتام الجمع فتحت لائحة التبرعات لاقتناء مستلزمات الدراسة لفائدة التلاميذ الفقراء بابن عربي.