عبد اللطيف البيدوري
في لقاء صباحي ينذر بتساقطات مطرية على مدينة هادئة تنتظر الذي يأتي ولا يأتي، لكن صباح يوم الخميس 14 نونبر 2024 أتى إليها عامل اقليم الجديدة مرفوقا بالمدراء الاقليميين ورؤساء المصالح، فكان الترحيب المعهود في قاعة عاشت طيلة هذه الولاية نقاشا منحطا والرجوع إلى أرشيف الجلسات دليل قاطع عن ما كانت عليه الأمور، لكن جلسة اليوم أضفى عليها عامل الإقليم الهدوء والابتسامة والاستماع. تدخل رئيس المجلس جاء منسجما مع تدخلات مصطفى البيدوري ونجية الوشيني وهما يمثلان الاغلبية وتدخل مهدي يسيف الذي يمثل المعارضة.
ولأول مرة تتناغم كلمات المتدخلين المتمحورة حول توسيع المدار الحضري، هذا المطلب الذي يتكرر مع كل استحقاق أو تعيين مسؤول جديد، لكن الأمر مختلف هذه المرة فالإكراه الذي تعيشه المدينة وعدم تطبيق العدالة المجالية، يفرض هذا المطلب لكي تبقى الأمور في حدودها المعقولة وفي ظل استراتيجية تخدم المدينة، ولكي يبقى مطلب توسيع المدار الحضري مرتبط بالتصور العام، لابد من مراجعة تصميم التهيئة وإنقاذ نهر ام الربيع وتصفية المياه العادمة وفتح المصب لتعود الحياة الطبيعية للنهر وللمدينة، ولاقتصاد مفتوح وفضاءات تعج بالاستتمارات وتشجيع الأنشطة المدرة للدخل والتشغيل الذاتي للشباب. كما تم التطرق لمجموعة من الاتفاقيات المرهونة لدى المسؤولين سواء على المستوى المركزي او الجهوي.
تأهيل المدينة القديمة والاماكن التراثية وتدعيم البنية التحتية أصبح أمرا مستعجلا لإعطاء المدينة توجهها السياحي.
الوضع الصحي الجانب الذي يلفه الغموض لأن الخريطة الصحية مريضة على المستوى الوطني فكيف يمكن معالجته على مستوى أزمور التي لا تتوفر على مستشفى بالمواصفات المعروفة، وهذا جانب يجب أن يترافع عليه الجميع.
و للجانب الثقافي أهميته ويمكن اعتباره الرأسمال الرمزي لمدينة أنجبت مبدعين ومفكرين وفنانين تشكيليين فالمدينة تضم اليوم أكثر من 30 مؤلفا وكاتبا في جميع انواع المعارف وأكثر من 20 تشكيليا منهم الرواد والشباب، كما أنجبت أطرا تتحمل مسؤوليات مختلفة.
مدينة ازمور أصبحت لها مواعيد دينية تحييها الزوايا التي تضفي عبقا تاريخيا أصيلا، وللمهرجان الدولي لفن الملحون نكهة تراثية متجدرة في الوجدان كل هذا يؤهل أزمور ان تكون عاصمة ثقافية للجهة.
أمام هذه التدخلات ظل عامل الإقليم متتبعا منصتا لكنه يبدو على إطلاع بما يجري وبما تعيشه المدينة من أوضاع، يتداخل فيها الموضوعي والذاتي، وكان رده حازما عنوانه التغيير الذي يبدأ من أنفسنا جميعا كل من موقعه، وكان رده على بعض التدخلات شافيا واضحا خصوصا المشاكل الذي تدخل في اختصاصه، انطلاقا من الساحة التي أعدموا فيها الأشجار والشارع… منوها بنوع التدخلات والغيرة التي لمسها في التحليل للواقع الملموس، مؤكدا على التتبع والتدخل في كل وقت وحين.
دون أن ننسى المجهود المبذول من طرف السلطات المحلية في إنقاذ المدينة من الفوضى التي كانت منتشرة بجل الشوارع الرئيسية والتي رفع عنها اليد من طرف الجميع، لكن السلطات المحلية عرفت كيف تسيطر على الأمور وتحرر الشوارع وتفتح الحوار المستمر مع الباعة الجائلين أو أصحاب المقاهي… هذا المجهود يجب أن يشمل اليوم استغلال الأسواق النموذجية والقضاء على الأسلاك التي طوقت البنايات بالتجزئات المحدثة.
الأمن هذه الآفة التي تعيشها المدينة سواء في مداخلها حتى أصبحت حاجزا في تحريك عجلة الاقتصاد، أو نوعية الإجرام المرتبط بالمخدرات بكل انواعها وتنوع مصادرها انطلاقا من المدينة ومحيطها،
نتمنى صادقين ان تكون لهذه الزيارة الوقع العملي الذي تنتظره مدينة أزمور بحمولتها التاريخية، وللتاريخ فقد عاشت المدينة لحظات إيجابية بالأمس القريب