اختار مسؤولون بالمؤسسة المغربية للدبلوماسية المبتكرة نهج طريق “الدبلوماسية المدنية ” للدفاع عن قضية الصحراء المغربية ؛ وذلك من خلال الندوة العلمية التي نظمت أمس بأكادير في إطار الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال ، تحت موضوع “الصحراء المغربية بين الحقائق التاريخية والمشروعية القانونية”.
وتم خلال هذا اللقاء الذي شهد مشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء والفاعلين المدنيين، الذين ناقشوا الأدوار المتعددة للدبلوماسية المدنية في الترافع عن القضية الوطنية وتسليط الضوء على المعطيات التاريخية والحقائق القانونية التي توثق سيادة المغرب على الصحراء من خلال عرض أطره الدكتور “محمد نشطاوي “، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش.
وفي كلمة خلال هذه الندوة، ذكر أمين مال المؤسسة المغربية للدبلوماسية المبتكرة “،جمال العزيز، بالهدف الأساسي من تأسيس المؤسسة هو “الإنخرط الجدي في أساليب الترافع الدبلوماسي وذلك من خلال دمج الإبداع الفكري والعمق التاريخي مع الحلول المبتكرة والممارسات المستدامة التي تستجيب لتحديات العصر“.
وشدد “جمال العزيز“ أن المغرب اليوم له تحديات دولية متجددة تتطلب منه عملا موازيا للمجتمع المدني يدمج بين الحكمة التاريخة والإبتكار الاستراتيجي.
وأشاد “جمال العزيز“ بالمكتسبات الأخيرة التي حققتها المملكة والتي تجسدت من خلال دعم العديد من من الدول الكبرى بما فيها أمريكا ، فرنسا وإسبانيا لموقف المغرب ومقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
وتطرق الدكتور “محمد شنطاوي”،، ضمن أشغال هذه الندوة، إلى السياق التاريخي لبروز هذا النزاع المفتعل، معتبرا بأن الصحراء المغربية كان لها مالك قبل استعمارها من قبل اسبانيا، ومتوقفا عند الحجج القانونية وروابط الولاء والبيعة، بين سلاطين المغرب والقبائل التي تقيم بها
كما سرد الدكتور مختلف المجهودات المبذولة من طرف الدبلوماسية المغربية تحت قيادة الملك، التي مكنت من سحب الاعتراف بالكيان الوهمي من قِبل أكثر من 100 دولة، وإحداث 30 قنصلية في الصحراء المغربية، معرجاً على أهمية المبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل وحيد وواقعي نحو الحل النهائي لهذا النزاع المفتعل.
يذكر أن الندوة شكلت مناسبة لتوجيه التحية إلى الأجيال المغربية التي ساهمت في الترافع عن القضية الوطنية والتأكيد على أن المسيرة الخضراء ليست حدثا تاريخا بل رمز الإستدامة والوحدة الوطنية.