الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

التراث الشعبي بدكالة… قبيلة أولاد أفرج نموذجا (الحلقة الثالثة)

عبد الرحيم بن بوشعيب مفكير

وصف أرض دكالة : من خلال كتب التاريخ:

قال العلامة القسنطيني واصفا أرض دكالة :”هي أرض مستوية طولها مسيرة أربعة أيام وكذلك عرضها ،ووجدت بها خمسة وعشرين مدرسا وبلغت أزواج حراثتها زمان ورودي عليها عشرة آلاف زوج، وبعض حيوان فيها إنسان وغيره زائد على مثله في قداره وليس فيها نهر ولا عين إلا آبار طيبة. دخلها القاضي أبو بكر بن العربي بعد رجوعه من العراق وعجب من قلة مائها وكثرة خيرها وقال رأيتها أنبتت ثاني يوم المطر.
وقال أبو القاسم الزياني في الترجمانة:”طولها خمسة مراحل ،وليس فيها أنهار ولا عيون إلا الآبار العذبة وليس بها شعاب ولا خنادق ولا جبال الا البسائط المستوية والزروع والضروع وبها زيادة على عشرة آلاف قرية غير مدن السواحل ومدينتها العظمى في وسطها وبها خمسة وعشرون مسجدا وخمسة وعشرون مدرسة معمورة بطلبة البربر من صنهاجة ،أهلها قل ما تجد فيهم من يتكلم بالعربية وبها اجتمعت بالشيخ أبي بكر بن العربي لما قدم من سفارة العراق وتوجه لأمير المسلمين يوسف بن تاشفين اللمتوني سنة أربع وتسعين وأربعمائة ،وتعجب من قلة مائها وكثرة ثمارها وخيراتها ورخص أسعارها وطيب زرعها وضروعها ،وقد بلغ عدد سككها أزيد من مائة ألف سكة”.

 فيما يصفها لمارمول كَربخال[1] :”….يكثر فيه القمح وقطعان الماشية ،ويتكون معظمه من سهول يجوب فيه أعراب كثيرون ،ويقطنه بربر كثيرون يجوب بعضهم كذلك عبر البادية ويسكن البعض الآخر في منازل وأماكن مسورة

إن موقع دكالة الاستراتيجي جعلها تلعب أدوارا مهمة في التاريخ وذلك راجع إلى تميزها بطقس معتدل وتربة غنية،وبساكنة متنوعة ومختلفة الملامح، يقول دوتي: سكان دكالة على العموم طويلو القامة وأقوياء، نجد بجانب هذا النوع الطويل القامة، نوع قصير بدين قوي، هذان نوعان لهما بشرة سمراء..”

فدكالة توجد في القسم الغربي للمغرب بين الشاوية والرحامنة وعبدة، تبلغ مساحتها 7200 كلم2 تنفتح على المحيط الأطلسي بواجهة بحرية طولها 140 كلم2، ويشكل واد أم الربيع الحد الطبيعي لدكالة، على جانب التضاريس التي لها دور مهم في تحديد المناخ حيث الزراعة ممكنة والأمطار رغم عدم انتظامها تضمن ممارسة الفلاحة بشكل جيد ، كما ساعدها توفرها على أراضي بورية وسقوية على إحراز إنتاج سنوي غير منقطع.وتنقسم دكالة إلى ثلاث وحدات طبوغرافية ، الساحل، السهل، المرتفعات الشرقية.

 وتميز المجتمع الدكالي بمجموعة من الأنشطة الصناعية مثل : الحايك أو الكسوة، الجلباب، الحنابل العبائن.

     وقد كان ، وما يزال ، ينقسم إلى قسمين : قسم حضري قليل العدد وقسم قروي يكون الأغلبية، ولا يمكن بحال القول بأن المدن أصبحت ذات طابع حضري محض وبأنها قطعت الروابط مع البوادي أما فيما يتعلق بالأنشطة والعقليات بينهما كان مع ذلك واضحا.

المبحث الثاني : أهمية المنطقة وجغرافيتها:

    النمو الديموغرافي: من سنة 1917م إلى 1936م قفز عدد سكان دكالة من 160.400 إلى 197.500 نسمة بمعنى أن متوسط التزايد السكاني يفوق 4% ن ويرجع ذلك إلى بداية استقرار المعمرين بالسهول الأطلسية في هذه الفترة التي عجلت بعملية الاستقرار لسكان كانت ” الخيمة” أو ” النوالة” تساعدهم في الحركة [2] ومن سنة 1936 إلى 1950م تقلصت وتيرة التزايد السكاني إذ عرف زيادة وصلت فقط 10.000 نسمة.

ومن سنة 1952 إلى 1960م تغيرت وثيرة النمو الديمغرافي إذ انتقلت من 0.2% إلى 3.3 %وهنا لا يتعلق الأمر بتزايد طبيعي مفاجئ ولكنه يرجع إلى العودة المكثفة لسكان دكالة وكذا توافد مهاجرين جدد من المناطق الفقيرة جنوب دكالة خصوصا قبائل الرحامنة وأحمر.

من 1960 إلى 1987م وصل عدد السكان إلى 600.000 نسمة منها 80 % ساكنة قروية وذلك حسب تقديرات سنة 1987م وما يفسر نسبة التزايد خلال هذه المرحلة هو ما شهدته المنطقة من تجهيزات فلاحية خصوصا ما يسمى بعصرنة الفلاحة.

وتنوع جغرافي بالمنطقة يتوزع بين السهول والجبال والغابة ووفرة المياه . ويشكل سد الدورات الواقع على نهر أم الربيع، بتراب جماعة سيدي يوسف بن علي بن يوسف، التابعة لدائرة سيدي إسماعيل والقريب من قرية أولاد أفرج 17 كلم ،  موقعا سياحيا قرويا منقطع النظير، يتميز بوجود أشجار وارفة الظلال وخضرة دائمة ومياه باردة صيفا ودافئة شتاء. يبدو الموقع مغبونا لبعده عن الجديدة، يكاد يكون مجهولا لدى العديد من المسؤولين المعنيين بالسياحة. شرع في استغلال سد الدورات سنة 1950، إذ تصل سعته إلى 9.5 ملايين متر مكعب، ويوجد في المنطقة الحدودية بين دكالة والشاوية. يعتبر من أهم السدود الكهرومائية على نهر أم الربيع، الموجهة لإنشاء الكهرباء والماء الصالح للشرب، يزود مدينة الجديدة والجرف الأصفر وسطات وبرشيد والدار البيضاء بالماء الصالح للشرب، كما يزود سطات والدار البيضاء بالكهرباء.

الخصائص الطبيعية و أنظمة الاستغلال الفلاحي بمنطقة أولاد افرج . 

تعتبر المؤهلات الطبيعية و البشرية و كذا تنوع أنظمة الاستغلال الفلاحي من العناصر الأساسية لتطور القطاع  الفلاحي بأي منطقة كانت، على اعتبار أن النشاط الفلاحي يعتمد على: المقومات الطبيعية ،أساسا تتجلى في التضاريس و التربة و المناخ.و الموارد البشرية،والتقنيات والأساليب التي تتنوع إلى تقليدية و عصرية ، و رؤوس الأموال ، والمواصلات  …

الخريطة رقم1

التوطين الإداري لمنطقة أولاد افرج .

                      المصدر: بتصرف عن المندوبية السامية للتخطيط بالجديدة 1996.

[1] ــ الوصف العام لإفريقيا، مارمول كارباخال نفس المرجع.

[2]ـــ أحمد بلعسري: التحديث الفلاحي ونمو المراكز الحضرية مثال الدائرة السقوية لدكالة ص66.

Related Post

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *