بقلم ابو ايوب
خلاف ما جرت عليه العادة ، مقال اليوم خفيف ضريف يوثق لذكرى اليمة من مجمل ذكريات فضيعة سودت جبين الانسانية ، و المتهم فيها حبيب العدالة و ناشر المساواة و مروج الديموقراطية و الحريات ، بلد المسارح و العطور و الانوار و قوس النصر و الشانزيليزي ، ناهيك عن برج ايفل الشاهد الموثق للذكرى 133 لحلول الذكرى التي ارخت لصراع الغرائز بين الانسان الحيوان و الحيوان البشري .
في مثل هذا اليوم 5 ماي من سنة 1889، مولود جديد يرى النور بعاصمة الانوار باريس ، افتتاح معرض حديقة الحيوانات البشرية (ZOO HUMAIN) بباريس و على بعد امتار معدودة من برج ايفل الشهير . الحديقة كانت عبارة عن قرية نموذجية قياسا بتلك الحقبة كاملة التجهيز ، بها كان يتم عرض الالاف من الافارقة و الامازيغ و الهنود و من جنسيات اخرى للبيع و التسلية…, بالجناح المعروف وقتذاك بميدان مارس ، و من به ريب او شك المقال منشور بصحيفة لوبوان الفرنسية.
ذكراه اليوم تحفزني لمسائلة بنو جلدتنا من المنبهرين بالمفاهيم الغربية من حريات و حقوق الانسان و ديموقراطية و كل ما يسحر الالباب و يدغدغ العواطف ، بقدر ما هو موجه كذلك للمروجين للغة موليير المصنفة التاسعة عالميا و التي تحولت الى لغة ( فرعبية) في بلداننا العربية، اسائلهم اليوم بمناسبة الذكرى عما الذي يحول دونهم و التحدث عن مثل هكذا فضاعات …، او على الاقل الاشارة او التلميح لها و لو ببضعة كلمات و حروف من باب رفع العتاب ،في الوقت الذي ينبشوش في تاريخ العرب و المسلمين مستفيضين في ذلك مستعرضين امثلة من ايام الجاهلية و ما قبل التاريخ ….؟.