بقلم ايو ايوب
الومضة الاولى :
اشرت سابقا الى أن عهدة سانشيز شارفت على نهايتها ، و هذا ما استعرضته في مقالات عدة تناولت العلاقات الثنائية بين اسبانيا و المغرب ، و بالاخص بعد اعلان سانشيز دعمه للمقترح المغربي بخصوص الصحراء…، و ما خلفه موقفه هذا من تداعيات طالت العلاقات بين اسبانيا و الجزائر ، و ما نجم عنه من تطورات و متغيرات ( فرض عقوبات اقتصادية من دولة عالمثالثية على دولة متقدمة عضوة بالاتحاد الاوروبي في سابقة من نوعها لم يسبق تسجيلها في العلاقات الدولية ، اذ العقل و المنطق يقولان بان من يفرض العقوبات عادة هي الدول القوية المتقدمة و ليس العكس) .
حينها قلت بان سانشيز باع لنا العجلة كما باعنا ترامب العجل ان كنتم تذكرون …..اليوم ثبثت صدقية العقلانية و التحليل الموضوعي بتجرد من العاطفة و حب الانتماء للوطن ، انتخابات اقليم الاندلس اليوم أشرت على بداية الانهيار السياسي للحزب الاشتراكي العمالي حزب سانشيز ، حيث حظي ب 30 مقعدا من اصل 108 مقاعد فيما حصل غريمه المعارض الحزب الشعبي ب 58 مقعدا ، اي بالاغلبية الساحقة و هذا اول الغيث ، كمقدمة لانتصارات و هزائم قادمة في انتخابات باقي الاقاليم .
الومضة الثانية :
امريكا اللاثينية المحسوبة اصلا على النفوذ الاسباني لما يعود الى حقبة الاستعمار ، هي اليوم تنتفض على مخلفات المستعمر القديم ، بما يشبه العصيان و الخروج عن الطاعة و الانصياع للاوامر ، كما انتفضت الدول الفرانكوفونية الافريقية على النفوذ الفرنسي ( مالي. النيجر.التشاد. بوركينافاصو مثلا ….). ما حدث اليوم بدولة كولومبيا يعد سابقة من نوعها في تاريخ البلد ، اذ لم يسبق من قبل ان تسلم اليسار السلطة في البلاد ، حيث افرزت النتائج فوز الماكيسار اليساري غوستافو بيترو صديق ابراهيم غالي زعيم البوليساريو ( كولومبيا كانت حديقة خلفية لامريكا بامتياز ) .
و لعلنا لا زلنا نتذكر الحشد العسكري الامريكي بكولومبيا ( انتشار 5000 جندي امريكي على حدود كولومبيا مع فنزويلا ) ، في عز ازمة الصراع على رئاسة الدولة بين غوايدو المدعوم امريكيا و نيكولاس مادورو رئيس فينزويلا ، وقتها أعلن المغرب الرسمي ان كنتم تذكرون ، على لسان صاحب المقص الذهبي الوسيم البشوش الضحوك عن اعترافه بالبشوش الوسيم غوايدو رئيسا شرعيا لفنزويلا ..، حينذاك وثقت في مقال بعنوان الرهان على الحصان الخاسر ( الطوكار) نشر على موقع الجديدة نيوز لصاحبه القابع خلف القضبان ذ.ع.س.حكار فك الله اسره .
وقتذاك حذرت من تداعيات سياسة البهرجة و التعريجة ، كما نبهت الى ضرورة القطع معها و انتهاج نهج مغاير يستمد قوته من سياسة الفراجة ، و قلت بصريح العبارة بان على المغرب عدم الوثوق بالمواقف المتذبذبة للدول اللاثينوامريكية بخصوص ملف الصحراء….، من زاوية معاناة شعوب تلك المنطقة مع الاستعمار الغربي ( الاسباني بامتياز) ، و زحف المد اليساري التحرري الذي تشبعت به شعوب المنطقة في مواجهة المد الليبيرالي المتوحش بزعامة امريكا .
اليوم تأكد بالملموس ما حذرت منه سابقا ، اي بما معناه ، ما موقع غوايدو و اين هو اليوم ، و اين هو زيلينسكي اوكرانيا و اين هو المقص الذهبي ، و اين هو البشوش الباريس ، مع العلم ان قاسمهم المشترك بشاشة و ضحكة و وسامة و بهرجة ….، على ضوء الحاصل اليوم باسبانيا الدولة المستعمرة سابقا .
اسبانيا اليوم تترنح و قد تتهاوى ( حكوميا) ، كما تهاوت انظمة حكم بامريكا اللاثينية ( كولومبيا. بوليفيا……) ، انظمة حكم فرضتها المنظومة الغربية ( انتخابات مغشوشة. انقلابات عسكرية…..مثال) ، اما اليوم ، فالعمليات العسكرية بأوكرانيا أفصحت عن الجانب المظلم من القمر ( The dark side of the moon) ، كما جسدتها اغنية لفرقة البينك فلويد سبعينيات القرن الماضي ، عنوانها الابرز ، تمرد على و تأفف من نظام عالمي تسيد المشهد ببهرجة و ماركوتينغ استغل بابشع طريقة انسانية الانسان ، و هو اليوم نظام يحتضر شارف على التهاوي و الاندثار …..الى مزبلة التاريخ ، فويل لمن لا يعتبر من دروس التاريخ .