بقلم أبو ايوب
– الاستثناء في العلاقات المغربية الجزائرية:
فتح الاجواء الجزائرية لمدة زمنية لم تتعدى ساعتين على ابعد تقدير ، أمام الطائرة الرئاسية التي حملت وزير العدل و حامل الاختام الجزائري عبد الرشيد طبي ، في مهمة بروتوكولية خالصة من أجل تسليم دعوة المشاركة في القمة العربية للجانب المغربي و المرتقب انعقادها بالجزائر العاصمة ، حيث حطت الطائرة بأرضية مطار الرباط سلا حوالي الساعة الحادية عشر و اربعين دقيقة صباحا من يوم أمس الثلاثاء ، ليجد الضيف الجزائري سيارة ديبلوماسية نقلته مباشرة الى مقر وزارة الخارجية بالرباط العاصمة ، حيث وجد في استقباله البشوش صاحب المقص الذهبي الذي تسلم منه دعوة المشاركة في القمة العربية ، نصف ساعة فقط كانت كافية للقاء الرجلين في ظل غياب اي ابتسامة او بيان توضيحي …..
بحسب الاخبار المسربة عن اللقاء ، الضيف الجزائري رفض دعوة غذاء بفندق صوفيتيل او على الاقل شرب فنجان شاي مفضلا العودة الى المطار في اسرع وقت ممكن ليعود من حيث أتى ، و يقال بحسب تسريبات لوكالة الطيران المدني ان الطائرة الجزائرية كانت تسير بسرعة تفوق 900 كلم في الساعة فوق الاجواء المغربية اثناء رحلة عودتها للجزائر ، و بعد دخولها الاجواء الجزائرية تم غلق المجال الجوي الجزائري ثانية. لكن الامر الغريب و الملفت للانتباه و المثير للتساؤلات ، أن المجال الجوي المغربي لم يغلق في وجه الملاحة الجوية الجزائرية منذ غلق الاخيرة لمجالها الجوي في وجه الطائرات المغربية !؟.
– القاعدة الراسخة في العلاقات الثنائية المغربية الجزائرية :
حوار الطرشان العنوان الابرز في علاقات الاخوة الاعداء ، قطع العلاقات الديبلوماسية و غلق السفارات و استدعاء السفراء و الاكتفاء بالقنصليات ، غلق الحدود البرية و الاجواء الجزائرية امام الملاحة الجوية المغربية ، المناكفات الديبلوماسية في المحافل الدولية ، غلق انبوب المغرب العربي الناقل للغاز الجزائري نحو اسبانيا و البرتغال .
بالتالي قطع امدادات الغاز عن المغرب بشكل نهائي ، لكن الملفت في الاشكالية الطاقية ، مواصلة الجزائر امداداتها لغاز البوتان و البروبان صوب المغرب بموجب اتفاقية تجمع البلدين ، اتفاقية سوف ينتهي مفعولها بتاريخ 31 ديسمبر القادم ، و بامكاني الجزم انها لن تجدد ثانية اللهم الا حدثت معجزة و زمن المعجزات قد ولى .
– تفرعات العلاقات الثنائية المغربية الجزائرية:
ما يزيد العلاقات الثنائية بين الاخوة الاعداء اكثر تعقيدا و تشنجا ، العلاقات المتميزة للجارة الشرقية مع محيطها الاقليمي سواء مع تونس او موريتانيا في كافة المجالات من جهة أولى ( اتفاقية الصيد البحري مع موريتانيا مثالا لا حصرا) ، تمدد و تقوية ادوارها من خلال تموقعها السياسي و تموضعها الاقتصادي على صعيد القارة الافريقية ( مجموعة G 4 الى جانب كل من اثيوبيا.نيجيريا.جنوب افريقيا مثال) من جهة ثانية ، فضلا عن تميز علاقاتها مع مجموع الدول الاوروبية باستثاء اسبانيا من جهة ثالثة ، و بالأخص مع المانيا و ايطاليا و ليس اخيرا الطفرة النوعية التي شهدتها علاقاتها مع فرنسا .
لكن الملفت او المفزع ان صح القول و الذي ينذر بأزمة متوقعة بين المغرب و ايطاليا ، فوز الجميلة العنصرية زرقاء العينين جورجيا ميلوني عن اليمين العنصري في الانتخابات التشريعية الاخيرة بايطاليا( لا تخفي تقاربها مع السياسات الروسية و الجزائرية على حد سواء) ، و من المتوقع ان تترأس الحكومة المقبلة بعد فوزها الساحق .
كما تجدر الاشارة الى ان ميلوني الشقراء تجاهر بدعمها اللامشروط لجبهة البوليساريو ، و لا تخفي عدائها للطرح المغربي كحل لقضية الصحراء ، و هي في هذا تدعم مساعي مواطنها ديميستورا و تساند الامم المتحدة و قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالنزاع على الصحراء ، و قد سبق لها سنة 2014 و هي برلمانية ان دعت حكومة بلادها الى الاعتراف الرسمي ب( الجمهورية الصحراوية) ، كما زارت مخيمات تندوف حيث قضت هناك اسبوعا كاملا في ضيافة البوليساريو ، ثم من بعد ألفت كتابا تناول مسألة اللاجئين الصحراويين ، مفتخرة بمدى تشبتهم بأرضهم و مدى استعدادهم للدفاع عن وطنهم بحسب زعمها .
الى هنا استودعكم في حفظ من لا تضيع ودائعه ضاربا لكم موعدا آخر بحول الله ….انعمتم اوقاتا …..