بقلم ابو ايوب
مجلس الامن الدولي يخصص اربع جلسات مغلقة طيلة شهر اكتوبر الجاري ايام 3/10/17/27 ، لدراسة مستجدات قضية الصحراء و امكانية تمديد مهمة المينورسو ، للاشارة الدورة الشهرية لمجلس الامن تترأسها جمهورية الغابون حليفة المغرب . و من المقرر ان يستمع اعضاء المجلس لاحاطة الامين العام للأمم المتحدة و لرئيس بعثة المينورسو و للمبعوث الشخصي لامين عام المنظمة السيد ديميستورا .
بعض التسريبات تشير الى بيان منسوب للأمين العام الأممي يدعو من خلاله المملكة المغرب و جبهة البوليساريو الى الجلوس على طاولة المفاوضات من اجل ايجاد حل للقضية وفق ميثاق الأمم المتحدة و قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ، و باشراف المبعوث الشخصي ديميستورا دون ادنى اشارة الى الجزائر او موريتانيا ، مما يعطي الانطباع بأن مسلسل الموائد المستديرة قد اقبر و لم يعد له وجود بعد الرفض الجزائري المشاركة فيها .
فيما اشارت مصادر اخرى الى ما دونه في احاطته رئيس بعثة المينورسو ، عن كون الاخيرة سجلت عمليات حربية طالت مواقع متعددة من الجدار الدفاعي المغربي ، و اقصاف بالدرونات طالت المناطق التي تسيطر عليها البوليساريو شرق الجدار الرملي . فيما تطورات الميدان تسير بوتيرة تصعيدية مزعجة .
فبقدر ما تأتي بالتزامن مع موقف المملكة البلجيكية على لسان وزيرة خارجيتها ذات الاصول الجزائرية ، التي اعلنت عن دعمها لحل أممي يضمن لشعب الصحراء الغربية الحق في تقرير مصيره بحسب قولها ، اثناء لقاء جمعها بالمبعوث الشخصي ديميستورا .
بقدر ما تتزامن كذلك مع الحكم الاخير للمحكمة الافريقية لحقوق الانسان و الشعوب ، فضلا عن الامر القضائي الذي اصدرته المحكمة العليا البريطانية القاضي ، بمراجعة الاتفاقيات التجارية المبرمة بين المغرب و بريطانيا فيما يتعلق بالمنتجات القادمة من الصحراء…، كشكل من اشكال الضغوط السياسية و الاقتصادية و العسكرية و الحقوقية الممارسة على المغرب ، من قبيل ، التقرير الاخير لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة حول الوضع الحقوقي بالصحراء الغربية و الانتهاكات المسجلة بحسب نص التقرير .
ما يزيد الوضع تأزما و ما يشكله من تصعيد خطير يهدد امن و استقرار المنطقة ، اعلان البوليساريو عن قرب استعماله للدرونات الانتحارية في استهداف مباشر للعمق الصحراوي ما وراء الجدار ، بحيث من المرتقب ان يشهد الميدان تطورات عسكرية من خلال عمليات نوعية تستهدف مناطق حساسة عسكرية و اقتصادية ، فيما ذهب البعض الى القول بامكانية استهداف مواقع شمال المملكة لم يسبق لها ان استهدفت من قبل .
بالتالي السؤال يفرض نفسه ، هل المنطقة مقبلة على تسعيد عاصف ام انها مجرد فقاعات تطلق في الهواء من هذا الجانب و ذاك ؟ و في حالة حدوث الامر الجلل ، هل تسمح به الدول الفاعلة دوليا مع ما يترتب عنه ، من زعزعة للسلم و الامن الدوليين و العالم لم يبرأ بعد من تداعيات الحرب على اوكرانيا ؟ ثم هل سيتمكن ديميستورا من حل المعظلة ام سيفشل كما فشل سابقوه ، بالتالي قد يكون آخر مبعوث اممي للصحراء ؟ و هذا ما يفتح الباب على مصراعيه و على كل الاحتمالات ، ما عدا حربا مباشرة بين المغرب و الجزائر و التي اكاد اجزم بعدم حدوثها لعدة اعتبارات و حسابات دولية .