بقلم ابو ايوب
كرة القدم افيون الشعوب العربية بامتياز و تميز ، بمجرد الفوز يتعالى الهتاف و نملأ الدنيا صخبا و ضجيجا ، و تستمر احتفالات الزهو و كأننا اخترعنا او ابتكرنا اشياء تفيد البشرية…عالم العرب فريد من نوعه حيث نتلهى بالقشور و ننأى بأنفسنا عن اللب، اما بالنسبة للغرب فالامر يختلف اذ ان المستديرة لا تعدو كونها مجرد ترفيه عن النفس نهاية كل اسبوع .
يورغن كلوب استاذ الرياضيات و مدرب نادي ليفربول الانجليزي ، في كلمة اقاها عقب تتويجه كاحسن مدرب في العالم العام الماضي ، قال كلمات ذات حمولة معبرة و مليئة بالعبر و الرسائل ( كرة القدم مجرد لعبة يستمتع بها الناس نهاية الاسبوع …لا شيئ يمكن ان تضيفه المستديرة غير هذا …لن تحل مشاكل الفقراء و اللاجئين…لن توقف حروبا و لن تأتي بالديموقراطية…نتلقى اموالا طائلة لننسي الناس همومهم و تعاستهم لتسعين دقيقة…ندفعهم ليصرخوا و يهتفوا حتى يهدأوا و ينفسوا عن جوفهم المضطرب…نحن فقط نؤدي وظيفتنا …و على الناس العودة لحياتهم الطبيعية اليومية بمجرد سماع صفارة الحكم …فالحياة لا تتوقف على كرة جلدية مدورة ) .
من حقنا الفرح و التنفيس ان فاز منتخبنا في كرة القدم لكن باعتدال ، لكن كم يكون فرحنا كبيرا ان نحن فزنا على الفقر و الجهل ، على الظلم و الاحتكار و التهميش ، فرحتنا الحقيقية مرتبطة بمدى استطاعتنا على توفير صحة و تعليم جيد ، فرحتنا ستدوم ان وفرنا لقمة العيش الكريم للفقراء و المهمشين ، ستدوم كذلك لو استطعنا توفير منحة للتلاميذ بالقسم الداخلي و نقل مدرسي لاطفالنا في العالم القروي لمساعدتهم على تجنب الهدر المدرسي او الانقطاع عن الدراسة . بالتالي ان فزنا في هذا الامر سيكون فوزنا حقيقيا مثمرا مجديا سيسعدنا للأبد ، اما الكرة رغم اهميتها ففرحتها لحظية آنية محدودة في الزمكان حاضرا و مستقبلا .