بقلم: الدكتور خالد الصمدي
عينات البحث العلمي المتوفرة الآن في قطر من العالم الإسلامي بصفة خاصة والعالم بصفة عامة من حيث العدد والتنوع في الثقافات والعادات والتقاليد والمعتقدات والأعراف وفوق أرض عربية إسلامية ذات خصوصيات قيمية، لن تتكرر أو تجتمع في أي مكان آخر أبدا ، مما يشكل فرصة نادرة للباحثين وللبحث العلمي ،
تمنيت لو تم ايفاد فرق بحث من جامعاتنا مختصة في رصد مؤشرات القيم وجمعها وتصنيفها على غرار ما يقوم به برنامج “مسح القيم العالمي” الذي يشرف عليه عشرات الخبراء في علم الاجتماع من مختلف أنحاء العالم ، فالمادة العلمية التي سيجمعها هؤلاء الباحثون من أجل استخدامها في الدراسات باعتماد العينات الموجودة هناك ستكون موثوقة وغير مسبوقة ولا تقدر بثمن ،
وأنا متأكد أن فرقا للبحث من جامعات ومراكز بحث غربية حاضرة هناك بقوة وقد سخرت لها كل إمكانياتها المادية والبشرية لتنجز أبخاثها الميدانية في أحسن الظروف ، وسيشهد المستقبل القريب نشر أوراق علمية عديدة بأبعاد اجتماعية ونفسية وتربوية واقتصادية وتواصلية في مجلات علمية محكمة باستثمار المعطيات التي جمعتها والمؤشرات التي رصدتها ،
إنها مراكز بحث تستثمر في هذا الحدث لتقوي خبراتها البشرية في البحث الميداني باستخدام أدق تقنيات الرصد والكشف والتحليل ، وتجمع المعطيات لاستخلاص خلاصات علمية تبني عليها مراكز القرار مخططاتها المستقبلية ، ثم لن تتردد في وضع هذه النتائج رهن إشارات مراكز بحثنا الغافلة عن هذا الحدث، بأضعاف ما استثمرت من موارد مالية ، بل الاكثر من ذلك ستوجه بناء على تلكم المعطيات نتائج أبحاثنا عنا وعن مجتمعاتنا إلى حيث تشاء وتريد ، ثم تسبقنا بسنين ضوئية في التخطيط والاستشراف ، في الوقت الذي لازال البعض يعتقد أن الأمر يتعلق بكرة بلهاء جوفها هواء، وكل من يتابعها يعاني من البطالة والغباء ،