بقلم ابو ايوب
8 ماي هو اليوم العالمي للحمار ، و الحمار شعار الحزب الديموقراطي الامريكي ، كما هو النسر شعار الحزب الجمهوري ، و كثيرة هي الدول التي تتخذ من الحيوانات شعارا لها ، بل هناك دول ترفعها الى مرتبة القداسة كالهند مثلا و حكايتها مع البقر . بهذه المناسبة المخلدة للحمار ككائن حيواني ناطق اسوة بباقي المخلوقات ، خلاف الانسان الذي يعتبر كائنا ناطقا ذو حضارة عكس ما جرت به العادة عندما تم وصفه بحيوان ناطق ، وددت اجراء جرد لعدد الحمير المستأنسين و الهائمين في دول الفضاء المغربي ، نتيجة الجرد في حد ذاتها و البحث المضني أثمرا عن مفاجئة غير متوقعة ، قياسا بالدولة و ساكنتها و درجة الذكاء و الغباء الموسوم بها شعبها.
القليل منا من يعرف عدد هذه الحيوانات الأليفة في دول المغرب العربي ، كائنات غالبا ما نحتقرها و نبخس من دورها بل و نزدريها و نستهزئ بها في كثير من الاحيان ، و في احسن الاحوال ننعثها بالغباء غير مدركين لدورها الريادي و المحوري في دورة حياة الأمم عبر المعمور ، من منطلق ان الحمار و ابن عمه البغل عرفا عبر التاريخ بتخصصهما في الهندسة و رسم الخرائط و علم الزلازل ، حيث حباها الخالق بميزة شق الطرق و المسالك الوعرة و الاحساس بالزلازل ، فيما الفيل مثلا يبقى تخصصه محصورا على اكتشاف الماء المتدفق تحت الارض .
للاشارة ، نتائج البحث اسفرت على أن عدد الحمير بدول المغرب العربي يقارب مليوني حمار او اكثر بقليل ، و قد شمل البحث الدول الخمس على رأسها المغرب بحوالي 925 الف رأس ، متبوعا بموريتانيا ب 334 الف حمار ، فيما حلت تونس في الرتبة الثالثة ب243 الف رأس و الجزائر بحوالي 80 الف حمار ، بينما حلت ليبيا أسفل الترتيب بحوالي 28 ألف حمار ، بالتالي قياسا بذكاء الحمار و صبره على حمل الاثقال و براعته الطوبوغرافية في شق الطرق و المسالك بين الدواوير و المداشر ، يمكن استنتاج من هو اذكى شعب بشمال غرب افريقيا و من الغبي و من الأغبى .