الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

المغرب بين الاستفزاز الأوروبي و الابتزاز الاسرائيلي 

   بقلم ابو ايوب 
    واهم من يعتقد بان الدول الاوروبية حليفة و صديقة المغرب و لو البعض منها ، و حالم من يؤمن بان هذه الدول مجتمعة تقف الى جانب المغرب و تتخندق بصحبه في قضيته الاولى ، هذه الدول تؤطرها في سياساتها الخارجية ما يعرف بالاتحاد الاوروبي و برلمانه و مفوضياته….على رأسها مفوضية السياسات الخارجية و الأمن التي يترأسها البرتغالي جوزيب بوريل ، و كلنا على دراية و علم بموقف هذا الاخير الذي اعلنه جهارا و نهارا باسم المنظومة الاوروبية ، و هو موقف بتقديري لا يعبر باي شكل من الأشكال عن دعم و تأييد للمقترح المغربي القاضي بمنح الاقاليم الجنوبية حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية . 
    * ايطاليا مثلا التي حظيت بزيارة وزير الخارجية ناصر بوريطة ، لم تبدي اي اهتمام يذكر بالمفهومين السياسي و القانوني للعرض المغربي عكس ما تناولته أكثرية المنابر و القنوات الاعلامية المغربية ، ما يعزز الطرح قيامها بفتح ملحقة قنصلية لها بتندوف بغرض تقريب و تسهيل الخدمات القنصلية للجزائريين و الموريتانيين و ساكنة مخيمات تندوف الراغبين في التأشيرة ، بل اكثر من هذا استضافت مدينة بولونيا الايطالية منتدى توأمة المدن و الاقاليم الايطالية مع المناطق الصحراوية حضره ممثل جبهة البوليساريو عمر منصور ، بالمناسبة هذا الأخير من هدد المغرب من موريتانيا بقرب استخدام البوليساريو للمسيرات في حرب الصحراء الثانية ، و هذا وحده كفيل باعطاء الانطباع بان ايطاليا تدعم مطالب الجبهة في تقرير المصير تحت اشراف الأمم المتحدة و القرارات الأممية ذات الصلة بقضية الصحراء . 
    * اسبانيا هي الاخرى لم تدخر جهدا في استفزاز المغرب من بوابة الصحراء و قضيتي ثغري سبتة و مليلية ….، رفضها ترسيم الحدود البحرية مع المغرب و بالاخص مياه الصحراء ، تاركة قرار اتخاذ موقف للحكومة المستقلة لجزر الكناري التي اعلنت رسميا معارضتها و رفضها ترسيم الحدود البحرية ، متذرعة بأن الأمر يتعلق بعملية ثنائية بينها و البوليساريو و لا دخل للمغرب فيها ، و هذا ما تم تجسيده في لقاء بلاس بالماس جمع ارباب قطاع الصيد البحري الاسباني الذين يمثلون 13  شركة ، مع ممثل البوليساريو باسبانيا عبد الله العرابي حيث ناقش الطرفان سبل منح تراخيص للصيد البحري في مياه الصحراء تضخ عائداتها لحساب الجبهة ، خطوة تجد لها سندا قانونيا وفق احكام محكمة العدل الاوروبية التي اعتبرت المغرب و الصحراء كيانين منفصلين . 
    كما علينا ايضا استحضار الموقف الرسمي الاسباني الرافض تسليم ادارة المجال الجوي الصحراوي للمغرب مع اخطاره رسميا بالامر ، تصاعد النبرة العدائية الاسبانية تأتي بعيد ايام عن اجراء المناورات العسكرية البحرية التي اشرف عليها شخصيا الملك فيليبي السادس بجزر الكناري ، و قبيل ايام اخرى عن انتهاء الشراكة و اتفاقيات الزراعة و الصيد البحري مع المغرب يوم 17  يوليوز الجاري وسط انباء عن استحالة تجديدها الا فيما يخص الصيد في المياه المعترف بها دوليا ( من وادي النون جنوبا حتى طنجة شمالا ). 
    * الارملة السوداء ( Black Widow) اسرائيل المعروفة بمكرها و خداعها  و حربائية مواقفها لم تشد عن القاعدة ، موقف غير رسمي يقول بمغربية الصحراء كما جاءت على لسان رئيس الكينيسيت ، يقابله موقف رسمي تارة يشترط مقابل الاعتراف بضرورة اعتراف الاتحاد الاوروبي ، و تارة اخرى يربط النظر في اعترافه بمغربية الصحراء باستضافة المغرب لمنتدى النقب 2 قبل سبتمبر المقبل و على ابعد تقدير شهر اكتوبر من السنة الجارية 2023 ، و هذا موقف ابتزازي كامل الاوصاف يرقى الى اخطار او لنقل انذار (Ultimatum) توجهه حكومة بنيامين نثنياهو لحليفها المغربي ! . بالتالي اكثر من علامة استفهام تطرح من قبيل ، ما الذي جناه المغرب من الاتفاقية الابراهيمية و التطبيع مع اسرائيل ؟ 
    قد يتذرع البعض بالاتفاقيات الامنية و القضائية و الاستخباراتية و الفلاحية ، و رسكلة القنب الهندي في صناعة الادوية و مستحضرات التجميل و مقتنيات السلاح ….و هذه مقاربة صحيحة و ايجابية للطرفين ، بقدر ما هو صحيح ايضا عدم وفاء امريكا بوعد ترامب فتح قنصلية بالداخلة ، ارتباطا بعدم اعتراف اسرائيل بمغربية الصحراء بحكم انها القضية الوطنية الاولى ، بل الشغل الشاغل للمغرب قبل اي شيء آخر باعتبار ان الامر يتعلق بمسألة وجود و ليست قضية حدود . 
    بالتالي من الواجب علينا ان نستذكر حقيقة اسرائيل التي تأخذ و لا تعطي ، و قد شبهتها بالارملة السوداء و لمن لا يعرفها هي نوع من العنكبوت تحيك خيوطها حول الذكر اثناء الجماع ، و بمجرد قضاء مأربها تمتص الذكر من داخله الى ان ينفق ، و من به ريب و شك احيله الى ما جنته مصر من اتفاقية السلام مع اسرائيل سنة 1979 ، و ما جنته المملكة الاردنية الهاشمية من اتفاقية وادي عربة للسلام مع اسرائيل سنة 1994 ؟ لا وعد من الوعود تحقق على ارض الواقع عدا نجاح اسرائيل في اختراق الدول العربية مع استثناءات أكثريتها ، كالعراق و سوريا و تونس و الجزائر و السعودية و الكويت و اليمن و موريتانيا بعدما قطعت الاخيرة علاقاتها مع اسرائيل . 
    ألم أكرر في ثلاث مقالات سابقة مقولة ، لا بلح اليمن و لا عنب الشام ؟ بلى و لكن ليطمئن قلبي ، اليوم تتجسد أكثر هذه المقولة على ارض الواقع ، واقع اصبحنا نتعايش معه و نخاله انتصارا حققناه ما بعده انتصار ، فيما عقارب الساعة تشير الى عكس ما يروج له في المواقع و وسائل الاعلام ، اخبار تبقى في الاخير موجهة للاستهلاك الداخلي لا اكثر ربما لمزيد من التنويم و صرف الانظار عن المشاكل و الازمات الداخلية ، حالم من يعتقد غير هذا و هائم من يقول بالريادة و تميز بلد الاستثناء و المؤقت الذي يدوم او كما قال احدهم ( البينة على من ادعى و الحجة على من انكر ). 
               انعمتم اوقاتا كل بحسب تموقعه الجغرافي و الى مقال آخر …..

Related Post

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *