الأحد. نوفمبر 24th, 2024

فرع الحزب الإشتراكي الموحد ببوزنيقة يسائل مديرية التعليم بشأن اختلالات التعليم الثانوي التأهيلي

وجه المكتب المحلي لفرع الحزب الاشتراكي الموحد  ببوزنيقة كتاباإلى السيدة  المديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإقليم بنسليمان في موضوع الوضعية المزرية للتعليم الثانوي التأهيلي العمومي ببوزنيقة هذا نصها :

تحية طيبة، وبعد

فعلاقة بالموضوع أعلاه، يؤسفنا، نحن الكتابة المحلية للحزب الاشتراكي الموحد، بجماعة بوزنيقة وشراط والمنصورية، أن نتوجه إليك السيدة المديرة الإقليمية المحترمة بهذه المراسلة، راجين أن تحظى منك بما تستحقه من العناية اللازمة، والإرادة الجادة، والجهد البناء، حيث إن وضعية التعليم الثانوي التأهيلي في مدينة بوزنيقة أصبحت إعضالا يؤرق جميع ساكنتها الحضرية والقروية، وأضحت وجها مزمنا من أوجه الاختلالات التي تعانيها المدينة وضواحيها وعلى مستويات متعددة. وكما تعلمين السيدة المديرة الإقليمية المحترمة، فإن الحق في التعليم العادل والمنصف والجيد والضامن لتكافؤ الفرص بين كافة المواطنين المغاربة هو حق دستوري أساس، وأن العدالة الاجتماعية الفعلية والحقيقية إنما تتأسس على الحكامة التربوية والترشيد البيداغوجي؛ فهما الكفيلان بجعل كل تلاميذ المغاربة يستفيدون من عرض مدرسي على قدم المساواة. ولأن تراكم مشاكل التعليم الثانوي التأهيلي بمدينة بوزنيقة فاقت كل ما يمكن لقيم المسؤولية التي تتحلى بها الضمائر الحية أن تتحمله أكثر ولأزيد مما تحملت، إذ لم نلحظ أي رغبة فعلية أو إرادة جادة في الانكباب على إيجاد الحلول وتنفيذها والتخلص من سياسة الآذان الصماء والأعين المغمضة، مما أنتج ضياع وهدر زماني دراسي للتعليم الثانوي التأهيلي العمومي لمدة زمانية مديدة بلغت تسعة مواسم دراسية متتالية، وهي التي دخلت موسمها العاشر أيضا ودار لقمان لا تزال على حالها. وإننا

لنستغرب أشد الاستغراب من إصرار المديرية الإقليمية للتعليم ببنسليمان على اجترار مشكل يؤدي أبناء المواطنين في بوزنيقة ضريبته بأكلاف متنوعة، إذ تمتد من فقدان فرص التميز إلى الاختناق الظالم في حجرات دراسية تنعدم فيها أدنى شروط الممارسة البيداغوجية المنتجة والمفيدة.

إن عدم إلزام الثانوية التأهيلية السلام بتشغيل طاقتها الاستيعابية واستقبال كل تلاميذ روافدها أفضى إلى اعتبار وجود ثانويتين تأهيلتين للتعليم العمومي في بوزنيقة وجودا صوريا ولا معنى له إطلاقا. فما نلحظه هو إغراق الثانوية التأهيلية ابن خلدون بروافد كثيرة وشعب عديدة، ومنها الرافد الأساس للثانوية التأهيلية السلام، ألا وهو رافد الثانوية الإعدادية بوزنيقة. ومن ثمة نتساءل عن الحاجة أساسا إلى تشييد هذه الثانوية التأهيلية الثانية في بوزنيقة، وذلك إن كان الواقع العملي يحصر التعليم الثانوي التأهيلي العمومي في الثانوية التأهيلية ابن خلدون؟! ألا يعد تشييدها واعتبارها ثانوية تأهيلية وتزويدها بطاقم تربوي في مختلف المواد والتخصصات تبذيرا للمال العام ؟!

ولا نشك إطلاقا في أن أساتذة هذه الثانوية وإدارييها يشعرون بحسرة شديدة وهم يعيشون هذا الإصرار على عدم إيجاد حل يمكنهم من استقبال تلاميذهم وتخليصهم من محنة الاكتظاظ بالثانوية التأهيلية ابن خلدون. ولكن ماذا عساهم أن يفعلوا ؟! فالأمر ليس بأيديهم أو في مكنتهم، وإنما بأيديكم أنتم أهل القرار والمسؤولية التدبيرية. ونؤكد لكم أننا، ومن موقع مسؤوليتنا الحزبية والأخلاقية والمرجعية، لن نقبل بتكريس واقع التفاوت الطبقي التربوي، أو استنبات أي واقع إقطاعي بيداغوجي، أو استمراء أي وضع برجوازي تعليمي عمومي، وذلك كيفما كانت الخلفيات والبواعث والتعليلات. فتلاميذ مدينة بوزنيقة وضواحيها مواطنون لهم حق المساواة في الاستفادة العادلة من العرض المدرسي الذي تقدمه لهم الثانويتان التأهيليتان معا. ولا محل لأي ربع تربوي يدرس فيه تلاميذ إحدى المؤسستين المذكورتين بعدد مثالي في الحجرات لا يتجاوز عشرة تلاميذ أو أقل في بعض الأقسام، بينما نجد نظراءهم في الثانوية التأهيلية ابن خلدون يعانون ويكابدون محنة الاختناق والاكتظاظ والإثقال، وهي المحنة التي توجب عليهم أن يدرسوا في أقسام تصل إلى ثلاثة وأربعين تلميذا أو أكثر في القسم الواحد فأين العدالة التربوية وتكافؤ الفرص ؟! وإننا على علم تام بأن اللقاات المتعددة التي عقدتها المديرية الإقليمية للتعليم ببنسليمان مع النقابات التعليمية في الإقليم أثمرت رؤية واقعية للحل، وهي إحداث ملحقة تابعة للثانوية التأهيلية السلام في إعدادية ماء العينين، أو مدرسة إعدادية أو ابتدائية أخرى قريبة منها، حيث سيكون ذلك قرارا كفيلا بتجاوز مشكل تعطيل الثانوية التأهيلية السلام. غير أن تنفيذ هذا الحل الذي لا يستلزم سوى مداد الإمضاء عليه لم يجد طريقه إلى الواقع. وبناء عليه، فإننا ندعوكم إلى التعجيل بوضع حد لهذا المشكل المجتر المزمن. كما ننتظر منكم الإسراع إلى انتشال تلاميذ مدينة بوزنيقة وضواحيها من هذا الواقع التعليمي المختل والظالم.

ونأمل أن تأتي المبادرة الإدارية الفعلية التي تكفينا عبء مخاطبة جهات أخرى حول هذا المشكل الذي غدا أم المطبات التربوية في مدينتنا وضواحيها.

وفي انتظار جوابكم تقبلوا منا فائق عبارات الاحترام والتقدير.

تعليق الصورة : وقفة احتجاجية لأساتذة الثانوي التأهيلي يوليوز 2022 – أرشيف

Related Post

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *