عاش سكان مدينة الجديدة والمصطافون بها وزوارها منذ أمس البارحة هلعا واسعا بعد وضع لوحات تشوير بدون سابق انذار ببعض شوارع المدينة تخص مسار الإخلاء من تسونامي بحري تدعو الناس فيها الى التوجه نحو المناطق المرتفعة في حالة وقوع تسونامي.. اخبار وضع هذه اللوحات تم تداولها بشكل واسع بالمنابر الاعلامية وعلى صفحات التواصل الاجتماعي وهو ما خلف مخاوف ساكنة الجديدة خصوصا بالأحياء المحاذية لساحل البحر.
وجاء تثبيت هذه العلامات، حسب توضيحات لاحقة انه تم في إطار مشروع علمي لإحدى المختبرات العلمية بجامعة شعيب الدكالي، ولا علاقة لها بتهديد وشيك، اذ سبق وضع هذه اللوحات كما تم الاعلان ذلك تثبيت اجهزة بالجرف الاصفر الذي يبعد بحوالي 20 كلم عن المدينة لتجهيزات للرصد القبلي لأي خطر يهدد الجديدة من ظاهرة “تسونامي”.
الى هنا والامر يبدو عاديا ويدخل في إطار الترتيبات الاحترازية لمواجهة الكوارث الطبيعية خصوصا وان مدينة الجديدة المطلة على المحيط الأطلسي مهددة أكثر من غيرها حسب ما قيل من وجود دراسات تؤكد ذلك. لكن الامر المثير للاستغراب هو وضع هذه اللوحات بدون أي تواصل واخبار مسبق للساكنة لتوضيح سياق وطبيعة العملية واهدافها خصوصا والمدينة في عز ذروتها السياحية.
يبدو ان المشرفين على تنفيذ المشروع لم يولوا أي اهتمام لما سيسببه وضع هذه اللوحات على طمأنينة الساكنة والمصطافين وعلى الرواج الاقتصادي المرتبط بموسم الصيف فالعملية كانت تشبه دعاية سلبية لهذه المدينة التي لا زالت لم تتعافى بعد بشكل نهائي من تداعيات الصورة التي تكونت حولها من جراء مشكل تراكم النفايات التي عاشته خلال الاشهر الاخيرة. من جهة اخرى فهل فكر المعنيون مثلا بالأضرار التي سيلحقونها بمصالح المدينة والمواطنين والمستثمرين اللذين سيفكرون ألف مرة قبل اقتناء او كراء عقار او انجاز استثمار بمدينة الجديدة والاقليم خصوصا على المناطق الساحلية. فكيف سمح جماعة الجديدة بوضع هذه اللوحات وهي المسؤولة عن تدبير فضاء المدينة وهل اخبرت السلطات المحلية قبل تعليقها وهل تتوفر الجامعة على ترخيص بذلك … يبدو الامر غير ذلك خصوصا وانه بعد الضجة الكبيرة التي اثارتها هذه اللوحات على المستوى المحلي والوطني لجات هذه السلطات الى ازالتها عشية البارحة اكثر من هذا صرحت بعض المصادر ان السلطات المحلية لم تكن على علم بها.
الغريب ان الجامعة على لسان احد المنتسبين لها صرح بشكل بارد وهادئ وكان ما تم القيام به عمل تقني او تجربة على فئران بالمختبر بدون اية تداعيات على المحيط ولا علاقة لها بالراي العام وبرر وضع اللوحات بعذر اكثر من زلة الخطء التواصلي الفادح الذي يوحي ان جامعة شعيب الدكالي منفصلة عن محيطها الاجتماعي والثقافي والاعلامي….
فالرشد كان يتطلب دراسة الموضوع من جميع جوانبه في اجتماع يضم كافة المتدخلين بالمدينة والقيام بحملة تحسيس وتواصل قبل وضع هذه اللوحات وهو ما لم يتم على ما يبدو مما يوحي بان الحبل موضوع على الغارب بهذه المدينة. وبمناسبة ما جرى هل المسؤولون على تدبير المدينة وتطورها العمراني والاقتصادي على علم كاف بالأخطار المحتملة وهل هناك خطط للإجلاء والاسعاف وهل مخطط التهيئة يأخذ بعين الاعتبار هذه الاخطار
نتمنى ان يوجد رجل رشيد بهذه المدينة للحيلولة دون تكرار مثل هذه الاخطاء
خلية الاعلام لفيدرالية جمعيات الاحياء السكنية