(الجزء 2 والأخير)
*********
نورس البريجة: خالد الخضري *********
1 – خزانة سينمائية مغربية حية
خصصت الجزء الأول من هذه الورقة المعنونة ب “وجوه من المغرب الفاسي” للزميل والصديق السيد أحمد سيجلماسي إدريسي الذي رافقني في زيارتي الأخيرة لمدينة العلم والعلماء فاس، فتكلمت عن علاقتنا التي تعود إلى أكثر من 30 سنة وعن وضعية القاعات السينمائية بهذه المدينة… فيما يلي بطاقة تعريف خاصة بهذا الوجه المعروف والفاعل من وجوه فاس أو “المغرب الفاسي” اعتمادا على عنوان برنامجه الإذاعي الوارد ذكره صلب هذه الورقة.
يعتبر الأستاذ أحمد سيجلماسي إدريسي في حد ذاته وثيقة أو بالأحرى خزانة سينمائية مغربية حية نظرا لما بذله ويبذله من مجهودات بينة في خدمة السينما وثقافتها ببلادنا خصوصا من الناحية التوثيقية سواء بالنسبة للفيلموغرافية المغربية.. أو بالنسبة لتراجم عدد وفير من السينمائيين المغاربة ذكورا وإناثا ومن مختلف التخصصات مخرجين وممثلين وتقنيين ونقادا… كما ساهم وبثراء في التعريف بكثير من المهرجانات السينمائية التي شارك فيها كعضو في لجان تحكيمها.. أوفي ندواتها وورشاتها.. أو كإعلامي… وشخصيا أقر وبكل اعتزاز أنني اعتمدت عليه في إنجاز مؤلَّفي:” دليل المخرجين السينمائيين المغاربة” منذ أن كان أطروحة لنيل دبلوم الدراسات العليا في الصحافة، إلى أن غدا كتابا في ثلاث طبعات باللغتين العربية والفرنسية.
وكان لي أيضا شرف استضافته في بعض دورات المهرجان السينمائي الذي أديره بالجديدة: “الأيام السينمائية لدكالة” حيث شارك في ندوته الخاصة بالسينما والموسيقى.. كما ساهم معي ككاتب في بعض إصدارات هذا المهرجان: (من أجل بصطاوي) – (لطيف لحلو، عميد السينما المغربية) – ثم (محمد الشوبي، الممثل الملحاح) …
أحمد سيجلماسي إدريسي إنسان هادئ.. صموت.. لا يكاد يتكلم إلا بحبره.. متخلق.. حافظ للود والعلاقات الإنسانيـــة و المهنية.. يعترف بمجهودات زملائه، فمتى نقل معلومة أو صورة عن زميل أو زميلة أومن أي مصدر، يشير إلى المرجع.. وهذه خاصية وسلوك مهني حضاري قلما توفر لدى كثير ممن يشتغلون في هذا الحقل حيث يلجئون إلى السطو على معلومات أو صور وأحيانا فقرات برمتها وبأخطائها دون إشارة إلى المرجع !؟
2 – تكريم السيجلماسي، تكريم للنقد السينمائي المغربي
ولد أحمد سيجلماسي إدريسي الفيلالي الأصل بفاس سنة 1950.. هو ابن عبد الرحمان بن الحاج العربي بن المدني (1911- 1993) من زاوية “ملّا يخاف” (من لا يخاف) بناحية الريصاني.. أمه مينة بنت الحسن الغرفي (1926 – 1992) من “آم السيفي” وكلا الوالدين من تافيلالت.. تزوجا بفاس بحي “قصبة النوار” حيث أنجبا كل أبنائهما بهذا الحي: أحمد واسطة العقد بعد كل من العربي (رحمه الله) ثم محمد ففاطمة.. وأصغر منه خديجة وعمر وحسن رحمه الله.
أستاذ التعليم الثانوي متقاعد.. ينشر مقالاته ودراساته في العديد من المنابر الإعلامية الورقية والإلكترونية.. حمل كتابه الأول عنوان: ” المغرب السينمائي، معطيات وتساؤلات ” سنة 1999 بينما حمل الثاني عنوان: ” وجوه من المغرب السينمائي ” سنة 2018. في حين صدر له الجزء الثاني من نفس الكتاب سنة 2019.. منشورات مهرجان سيدي عثمان للسينما المغربية بالدار البيضاء. ومن بين الكتب الجماعية التي أشرف على إعداد وتنسيق موادها: ” محمد مزيان ، سينمائي وحيد ومتمرد ” (2015) – ” أضواء على التراث السينمائي المغربي ” (2015).
أعد ونشط برنامجين سينمائيين بإذاعة فاس الجهوية من: 1997 إلى 2004: “ملفات سينمائية” و”المغرب السينمائي”.. شارك في عضوية لجنة دعم الإنتاج السينمائي الوطني في موسمي: 1998/1999 و1999/2000.. تحمل مسؤولية الكتابة العامة بالنيابة داخل المكتب المسير للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب من 1994 إلى 1996.. وهو حاليا متعاون مع العديد من المهرجانات السينمائية كمدير فني أو مسؤول إعلامي .
تم تكريم أحمد سيجلماسي إدريسي في 30 دجنبر سنة 2018 بمدينة تازة.. وهي مبادرة طيبة من طرف إدارة مهرجان “سينما الهواء الطلق للقيم الوطنية والكونية ” بهذه المدينة التي أكن لها مشاعر نبيلة وذكريات عميقة مؤثرة حين كنت أمارس عملي فيها كمندوب لوزارة الثقافة خلال موسم: 1999/2000.. فأخير أصبحت مهرجاناتنا وملتقياتنا السينمائية كما الثقافية والفنية عامة – وإلى جانب نجوم السينما والتلفزيون ومخرجيهما – تلتفت إلى النقاد والباحثين السينمائيين المغاربة وتعترف بأهميتهم ونجاعتهم.. والذين لولاهم ما استقام للفعل السينمائي والفني المغربي عود ولا اشتد قِوام. وبالتالي فتكريم الزميل أحمد سيجلماسي إدريس بتازة، هو تكريم شخصي بالنسبة لي وللنقد كما البحث السينمائي المغربي ككل.
********
(يتبع)