الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

غريب امر زيارة بمناسبة ذكرى ، كما هو عجيب امر رسالة تحدي من زاوية استعراض قوة

بقلم ابو ايوب


بمناسبة الذكرى الستون للعلاقات الروسية ” ا. السوفياتي سابقا” الجزائرية ، حل وزير الخارجية الروسية لافروف في زيارة لم يعلن عنها سابقا من كلى الطرفين ، و على ارضية مطار العاصمة وجد في استقباله نظيره الجزائري لعمامرة رغم الوصول المتاخر لطائرة وزير الخارجية الروسي ، الذي يرجع لحظر الطيران الروسي من التحليق و العبور في الاجواء الاوروبية من بينها الاجواء التركية. استقبال يذكرني بمدى التزام لعمامرة وزير الخارجية الجزائري في زيارته الاخيرة لموسكو مترئسا لوفد وساطة عربية في الازمة الاوكرانية ، حيث اعلن جوابا على سؤال لوزير الخارجية الروسية لافروف تسائل عبره ( هل اجدك في استقبالي فكان الرد و لو تمت الزيارة يوم الجمعة فستجدني في …) .
رسالة تحدي و اشارة حمالة رسائل الى الغرب عموما بزعامة امريكا ، لا سيما اذا اخذنا بعين الاعتبار الطريقة التي تم من خلالها استقبال وزير الخارجية الامريكي بلينكن اثناء زيارته الاخيرة للجزائر قادما اليها من المغرب ، و كان هذا بمناسبة انعقاد قمة صحراء النقب بمشاركة اماراتية بحرينية مغربية مصرية امريكية اسرائيلية ..، حيث لم يجد في استقباله بعدما حط الرحال بارضية المطار اي مسؤول جزائري ما عدا وفد بلادة و السفيرة .
صحيح انه حظي بمقابلة نظيره لعمامرة وزير الخارجية الجزائري ، كما هو صحيح ايضا لقاءه بالرئيس تبون و ما دار بينهما من حديث تطرق لمجمل الملفات ذات العلاقة بعلاقات البلدين ، الملف الليبي و الملف المالي و قضية الصحراء و قطع العلاقات مع المغرب و اغلاق الانبوب المغاربي…، لكن السؤال يفرض نفسه عما مدى ما وصلته العلاقات الجزائرية الامريكية ، ثم ماذا لو كانت هناك ازمة ثقة ام سوء فهم من زاوية احتراس الجزائر مما وقع بالعراق و من بعد بليبيا من زاوية القاسم المشترك بين هذا الدول الثلاث ( دول نفطية و غازية و الطاقة عقدة الغرب نظرا لما لها من دور محوري في تدوير عجلة الاقتصاد؟).
للتذكير على رسالة التحدي بمناسبة حلول الذكرى الستون بالتزامن مع زيارة الوزير الروسي ، و هي بالمناسبة زيارة تزامنت بدورها مع تخليذ ذكرى الانتصار الروسي على النازية ، ناهيك عن تزامنها مع مناورات سلاح الجو الجزائري من مختلف الاصناف ( قاذفات. طائرات اعتراضية و هجومية.شحن عسكري.التزود بالوقود جوا. حوامات…..)، فلا بأس ان نستعرض بعضا مما تطرق له الجانبان و ما عبرا عنه من مواقف و مدى التنسيق المتكامل بينهما ، على ضوء ما تكبدته اوروبا من خسائر اقتصادية نجمت عن سوء تقدير و تدبير للازمة الاوكرانية ، تماشيا مع النظرة الامريكية الساعية دوما الى الهيمنة و السيطرة على منابع الطاقة عصب الاقتصاد العالمي ، سواء ما تعلق بالحرب الاوكرانية و حرب الطاقة و الحرب الخضراء غذاء العالم و الملف المالي و الليبي و قضية الصحراء و انبوب الغاز النيجيري نحو اوروبا….
– الحرب الاوكرانية شارفت على انتهاء المرحلة الاولى و ما هي الا مسالة وقت للاعلان النهائي على باقي المراحل ، لا سيما على ضوء تناقض المواقف الاوروبية الامريكية وسط دعوات غربية داعية لوضع حد للماساة ( شعبية.حزبية.منظمات حكومية و حقوقية انضمت لها وسائل الاعلام )، و الوقت المتبقي وقت وساطات و هذا ما اكدته المكالمة الهاتفية التي جرت بين السلطات الجزائرية و الاوكرانية بمناسبة زيارة الوزير لافروف .
– حرب الطاقة اشتعلت في ظل ارتفاع الاسعار في الاسواق الدولية و على ضوء الطلب المرتفع للبلدان الصناعية ، اوروبا مثلا مرهون مصيرها بحوالي 30% من النفط و 50% من الغاز الروسيين ، فيما نسبة الارتهان الاوروبي لمصادر الطاقة من الجزائر يفوق 12% ، اي مستقبل اوروبا مرهون بيد حليفين تقليديين لهما نفس الايديولوجيا و التكتيك ( دولتين غازيتين بامتياز)، لا سيما في جوانبهما الاقتصادية و الطاقية فضلا عن الموارد الفلاحية ، حيث تحتل الجزائر المرتبة الثانية عربيا من حيث الانتاج و التصدير الفلاحي بعد مصر بحسب تقرير الفاو الصادر برسم 2021 عن منظمة الاغذية و الزراعة التابعة للامم المتحدة .
– على ذكر الفلاحة و الانتاج الزراعي و وفق منطق الحرب الخضراء بعدما اكتمل النصاب ، نصاب الحرب المتقد اوارها اليوم بين الغرب و الشرق ، يتضح بحسب الحقائق ان اوروبا مقبلة على ازمة غذاء و خبز و زيت عنوانها الابرز القمح ، و على ذكر هذا الاخير وجب التذكير بالخسائر المهولة التي منيت بها فرنسا من حيث انتاج هذه السنة ، و هي الدولة الرائدة الى جانب كل من روسيا و اوكرانيا و امريكا و كندا ..
– قضية الصحراء و موقعها من زاوية العلاقات الروسية الجزائرية على ضوء زيارة الوزير لافروف للجزائر ، فكما لا يخفى على احد الموقف الروسي من القضية و هو بالمناسبة موقف داعم و مساند للقرارات الاممية و مجلس الامن الدولي و امريكا صاحبة القلم في مسودة القرار ، و هو بالمناسبة موقف يتماشى مع الموقف الجزائري الداعم و المساند لما يعاكس الطرح المغربي ، بالتالي تكتمل اضلاع التنسيق الروسي الجزائري في ملفات المنطقة بما يشمل الملف الليبي و المالي على ضوء الانسحاب العسكري الفرنسي من مالي و افريقيا الوسطى و النيجر و بوركينافاصو ، و هذا من مجمل ما ناقشته اعلى السلطات في كلى الدولتين، حيث خلصوا الى الالتزام بقرارات الشرعية الدولية بما يشمل كذلك ملفات الفضاء المغاربي و دول الساحل و الصحراء ، من خلال التنسيق المشترك في محاربة الارهاب و الجريمة المنظمة و تبييض اموال المخدرات .
– الذهب الازرق او الغاز و مدى ارتباطه بمشروع انبوب الغاز النيجيري نحو اوروبا ، سواء ما تعلق منه بالانبوب العابر عبر الجزائر او ذاك المار عبر المغرب نحو اسبانيا و باقي الدول الاوروبية ، دول دؤوبة على البحث عن الطاقة و مستهلكة للغاز مهما كان مصدره للحفاظ على اقتصادياتها كالمانيا.ايطاليا فرنسا.اسبانيا ، دول هي اليوم في عجلة من امرها لتامين احتياجاتها من الذهب الازرق ، كما انها تبحث عن بدائل فورية و ليست بوارد انتظار استكمال الدراسات في نسختها الاولى و الثانية …، و للحقيقة المرة هي ليست متحمسة بالمرة للانبوب النيجيري المغربي الذي يتطلب استثمارات كبيرة و امد طويل لانجازه.
التسابق الاوروبي على الغاز الجزائري فضلا عن المسافة بين نيجيريا و الجزائر عبر دولة النيجر و دخول روسيا على خط انبوب العابر للصحراء ، اطلق رصاصة الرحمة على انبوب نيجيريا المغرب و ذلك لعدة اعتبارات نذكر منها مثالا لا حصرا ( القدرة الانتجاجية الغازية النيجيرية التي تتعدى بالكاد 30 مليار متر مكعب/ تكلفة الانبوب التي قدرت باكثر من 30 مليار دولار/ المدى الزمني لانجازه/ عدد دول العبور/ حصة و رسوم العبور لكل دولة/ السعر الذي يصل به للسوق الاوروبية )، بالتي تتوضح اكثر عدم قابليته للانجاز و انتفاء قيمته المضافة قياسا بارتفاع الاسعار و تزايد الطلب على الطاقة ، في ظل الحرب الاوكرانية و على ضوء الاحتياجات الطاقية لاوروبا في المستقبل المنظور .
المؤكد اليوم غياب منافس جدي للقيصر في خطواته التصعيدية ضد منظومة غربية شاخت و ترهلت بالرغم من مساحيق الجمال و القوة ، الغرب يلفظ انفاسه الاخيرة و ان لم يتدارك ما تبقى من هيبة فمآله الضياع و الاخضاع ، بحيث لم يتبقى من منافس سوى روسيا التي اعلنت صراحة ان قمحها موجه بالاساس الى الاصدقاء ، و هذا ما يعطي الانطباع بان الحرب الاوكرانية ليست فقط حربا تقليدية بمفهومها العسكري ، بقدر ما هي حرب كسر عضام و ارادة و وضع حد لهيمنة و تبعية متعددة الابعاد ، حيث تتداخل المصالح في تمازج الاخضر بالاسود و الذهبي الى الازرق بمفهومها الجيوستراتيجي و مدى تاثيرها على مصائر الدول و الشعوب، فماذا بشأننا نحن كدول عربية و افريقية و ما موقعنا من الاعراب في ظل بروز بوادر و اطلالة مجاعة .
– الصراع اليوم هو صراع ارادات عنوانه الاساس تحدي و تصدي لعقوبات لطالما ثبث فشلها ( كوبا. كوريا الشمالية.ايران.الصين مثال) ، فماذا نتج عنها اليوم في المقابل و هل اتت اكلها ؟ كوريا حسمت موقفها مع امريكا و ارغمتها على الانصياع و القبول بها كقوة نووية من خلال لقاء ترامب و مجنون كوريا ، كذلك فعلت ايران عندما افشلت مساعي امريكا و اجبرتها على التمسك بمواصلة التفاوض بشان الاتفاق النووي الى حين التوصل الى اتفاق…

Related Post

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *