بقلم ابو ايوب
دلالات و معاني الزيارة الروسية الاستباقية ( زيارة لافروف لطهران) ، قبل زيارة الرئيس الامريكي بايدن للسعودية و قد تتوسع لتشمل الامارات . زيارة لافروف حمالة رسائل تحذيرية لكلتى الدولتين الخليجيتين بما يشمل باقي الكيانات الوظيفية ، عنوانها الابرز ازمة الطاقة من غاز و بترول باعتبارها مسألة وجود ( بالنسبة للجانب الروسي في ظل العمليات العسكرية باوكرانيا و من زاوية الصراع الوجودي بين روسيا و المنظومة الغربية على رأسها امريكا مايسترو التحالف) . كيف ذلك ؟
العين الروسية الساهرة على مصالح مجموعة دول البريكس ( الصين.الهند.البرازيل.جنوب افريقيا ….و على ضوء تقديم تركيا لطلب انظمامها للمجموعة) ، هي عين مسلطة على موقفي السعودية و الامارات من ازمة اوكرانيا و ما ثمثله الدولتان من ثقل طاقي قد يقلب الموازين ، اي بما معناه ، في حالة رضوخهما للطلب الامريكي بزيادة الضخ و اغراق الاسواق الدولية من اجل تدني الاسعار ، و هذا في حد ذاته تهديد مباشر للمصالح الروسية على المدى البعيد في ظل العمليات العسكرية باوكرانيا ، فضلا عن التلميحات الغربية بخلق حلف اطلسي بنكهة عربية خليجية لمزيد من الضغط على روسيا .
الدول الخليجية اليوم مدعوة للنظر الى ما قد ينتج عن هذا الحلف في حالة تجسيده على ارض الواقع ، و بالأخص النظر الى مصالح شعوبها و مصالحها الوجودية كدول ذات سيادة تتمتع باستقالية قرارها السياسي ، بدل ان تبقى كما عهدناها مجرد كيانات وظيفية (VASALS) ، تأتمر راضخة خانعة راكعة بأوامر و مشيئة الغرب ، كما عليها ايضا ان تعتبر ما يجرى حاليا باوكرانيا و ما عرى عنه من خذلان الغرب و استغلال الاوكرانيين الى آخر مواطن في حرب بالوكالة ( حرب الوكيل بدل الاصيل) رغم وجود الفارق بين اوكرانيا و دول الخليج
الدول الخليجية و على راسها السعودية.الامارات.قطر ، هي عبارة عن مدن من زجاج و اقتصادها رهن طاقة و أعمال و استثمارات عابرة للحدود بخاصة في الاندية الرياضية في الدول الاوروبية ، مدن و شرايين اقتصاد تعرضت اكثر من مرة لاستهدافات عسكرية مصدرها اليمن النازف الضعيف ، استهدافات صاروخية و بمسيرات طالت العمق الحيوي السعودي الاماراتي ، خلفت اضرارا جسيمة لا سيما بالمملكة العربية السعودية، نجمت عنها خسائر اقتصادية و بشرية ( مئات الاسرى و الضحايا/ شركة ارامكو و انابيب النفط/ مصفاة ينبع غرب البلاد و على سواحل البحر الاحمر) …!
بالتالي يطرح السؤال ، ما المتوقع حدوثه في حالة انشاء حلف موازي للحلف الخليجي بزعامة ايرانية ، من زاوية الصراع الوجودي بين محور و حلفات يتمدد على حساب حلف و ادوات يتبدد كمقدمة لبداية التهاوي و فقدان السيطرة و الهيمنة الغربية ، و ما مقدار ربح عرب الخليج رغم ان الامر امر الربح جد مستبعد ان لم اقل بالمستحيل .
أكيد ان امريكا ستسارع الى تجهيز جيوش كياناتها الوظيفية بالسلاح ، للدفع بهم الى اثون حرب مدمرة حتى آخر مواطن خليجي، بحسب المقولة الاسرائيلية الغربية ( العربي الجيد هو العربي المقتول ) ، لكنها لن تزودهم بالجزم باسلحة متطورة مخافة ان تسقط بين ايدي العدو ، لكن المؤكد ان روسيا ستزود دول المحور و الحلفاء بأحدث و افتك الاسلحة كالتي استعملتها باوكرانيا ، فضلا عما يتحوزه المحور من قدرات صاروخية ……….تطال جغرافية المنطقة الخليجية الشرق اوسطية……( تجربة اسرائيل مع حزب الله اللبناني و حماس و الجهاد الاسلامي مثال) .
بالتالي اذا ظهر المعنى فلا فائدة في التكرار بالرغم من ان التكرار يعلم الحمار ، فكم من حمير و حمر عليها واجب التيقظ و الاستيقاظ مما يحاك من مؤامرات ، و دسائس مغلفة بشتى انواع تغليف المعلبات الاستهلاكية وفق الفلسفة الغربية الماركتونية ضد القطيع العربي من الخليج الى الاطلسي؟. الاستقواء بالغرب هباء و تصريحاته غثاء و دعمه خيانة و غدر و غباء ، فهل يستفيق القطيع العربي لتجنب ما يتم التحضير له في الخفاء ؟، و لكم في تجربة مصر و الاردن ما بعد الحرب العربية الاسرائيلية مثال…، وعود بالتنمية و الازدهار تلتها وعود و وعود و وعود …. و مواعيد عرقوب ، فانظروا الى حال الاردن و مصر اليوم بعدما كبلت الايادي….