بقلم ابو ايوب
في عالم يتغير باضطراد كنتيجة حتمية للعمليات العسكرية الروسية بأوكرانيا ، و ما يصاحبها من دعم عسكري سواء من بوابة مساندة غربية سياسية في المحافل الدولية ، او من خلال فرض عقوبات اقتصادية طالت اكثر من مسؤول روسي بما شمل اقتصاد روسيا ، عالم جديد في طور التشكل حيث يتبلور عالم ثان ، حيث اصبح من شبه المؤكد انه مغاير لما الفناه منذ انهاء الحرب العالمية الثانية .
عالم جديد من البديهي ان تسعى فيه الدول الى عقد شراكات و ابرام اتفاقيات في شتى المجالات لضمان مصالحها بما يخدم امن و استقرار شعوبها ، وفق ما تقتضيه الاعراف و القوانين الدولية و ميثاق الامم المتحدة . احقية الدول في تشكيل تحالفات و رسم تكثلات من شأنها تعزيز علاقات الدول عبر العالم فيما بينها ، و هذا ما يتولد عنه اصطفاف و تناغم و تنسيق مواقف و خلق احلاف اقتصادية.عسكرية.امنية…..بما يحفظ مصالحها .
في الوقت الذي يسعى فيه المغرب الى تقوية تموقعه بافريقيا اقتصاديا او طاقيا ، سواء من خلال طلب الانظمام الى مجموعة الاكواس او سيداو لدول غرب افريقيا ، او من خلال مشروع انبوب الغاز النيجيري المغربي نحو اوروبا ، فضلا عن التنسيق الأمني مع الدول الغربية في محاربة الارهاب و المخدرات و الهجرة الغير شرعية ، نسي المغرب او تناسى عقد اتفاقيات دفاع مشترك مع الدول الافريقية الحليفة ( السينغال مثال)، و هذا ما يعتبر بتقديري اخفاقا بكل المقاييس ، بحيث كان من الممكن استغلاله لمزيد من تقوية التموقع المغربي بالقارة السمراء ، ناهيك عن الاخفاق الجغرافي في ترسيم الحدود سواء مع اسبانيا ( ارخبيل جزر الكناري) او مع الشقيقة الموريتانية .
في هذا الوقت بالذات ، الجارة الشرقية سارعت الخطى بترسيم حدودها البرية مع من ينازعنا السيادة على الصحراء ، من بوابة ترسيم الحدود بين دولتين يعترف بهما الاتحاد القاري مخرجات اللجان المشتركة بين الجانبين عرضت على انظار الامم المتحدة كوثائق توثق للحدث . صحيح ان الامم المتحدة لا تعترف بالمنازع على السيادة كدولة قائمة الذات ، لكنها في المقابل تعترف بالتنظيم كحركة تحرير و ممثل شرعي وحيد لساكنة الصحراء ( اتفاقية وقف اطلاق النار لسنة 1991 بين المتحاربين و قرار مجلس الامن الدولي رقم 690 مثال) .
سواء اختلفنا او اتفقنا ، شجبنا او دحضنا و فنذنا ، الأمر لا يغير قيد انملة من واقع الامر ، الامم المتحدة تعترف بهم و كذلك الاتحاد الاوروبي بهذه الصفة كحركة تحرير و ممثل وحيد للساكنة الى ان يثبث العكس ، فضلا عن منطوق احكام محكمة العدل الاوروبية ، ناهيك عن الموقف الملتبس المراوغ لكل من امريكا و اسبانيا القوة الاستعامرية السابقة للصحراء ( حضور ابراهيم غالي المتهم بجرائم حرب و اغتصاب و ابادة جماعية …..في قمتي الاتحادين الاوروافريقي بساحل العاج و بروكسيل مؤخرا/ قمم اليابان افريقيا بزيمبابوي و طوكيو مثالا لا حصرا) .
اللافت و الملفت في الامر و الذي يشكل خطرا ما بعده خطر عبارة عن سؤال ، سؤال قد يبدو للبعض مستحيلا او من سابع المستحيلات و غير قابل للتجسيد على ارض الواقع ، ماذا لو اقدمت الجارة الشرقية على توقيع اتفاقية دفاع مشترك مع دولة تعترف بها رسميا و يعترف بها الاتحاد الافريقي كذلك ، بحكم انها دولة مؤسسة و عضوة بالاتحاد القاري وفق منطوق القانون الدولي و ميثاق الامم المتحدة ؟ .
بالتالي هو امر جائز و مستساغ دوليا وفق الاعراف و القوانين الدولية ، بين دولتين اليس كذلك رغم اختلافنا مع الطرح الجزائري ؟ بالتالي ما المتوقع اتخاذه من طرف الجانب المغربي ؟ و هل سيتم الاعلان عن نشوب حرب بالمنطقة في ظل حرب الصحراء الثانية كما يتم الترويج له من طرف المنازع ؟ ام سيكتفي المغرب بالشجب و التنديد بما تقوم به الجارة الشرقية من مناوشات تقض المضاجع ؟ ثم ما المتوقع حصوله من جانب المنظومة الغربية بزعامة امريكا ؟ و هل تقف امريكا الى صف المغرب ، لا اظن ذلك بالمطلق و الجزم ؟
المؤكد الاكيد ان امريكا و من وراءها المنظومة الغربية في شموليتها سريعوا التنصل من التزاماتهم ازاء حلفائهم حتى لا اقول بادواتهم ، و خير مثال ما يقع اليوم بأوكرانيا و سرعة التضحية بفلودومير زيلينسكي ، و ما تولد عنه من تهديد مباشر لفلندا و بولونيا و السويد و ليتوانيا ….فضلا عن قطع الغاز عن فرنسا …..
و من به ريب او شك فما عليه سوى تصفح كتاب الخيانات الغربية لاقرب حلفائها ( سادات مصر. سوموزا نيكاراغوا. شاه ايران. ماركوس الفلبين…) ، برغماتية الغرب عموما تدفعه دفعا الى سرعة التخلص من الحلفاء و الادوات على حد سواء ، حفاظا على مصالحه و امن و استقرار شعوبه ، الم يقل ترامب بان البقرة الحلوب متى جف ضرعها وجب قتلها ؟ بلى و لكن ليطمئن قلبي .
القادم من تطورات حمال مفاجئات غير سارة البثة ، و الايام بيننا لتثبث صدقية التحليل الموضوعي بتجرد من…..و لن اخفيكم سرا معشر المتتبعات و المتتبعين بان القادم اسوء ( WORST) بلغة شيكسبير ، صيف ساخن على كافة الاصعدة ، ارتفاع للاسعار….شح في الموارد المالية…..جفاف و ازمة ماء و طاقة و غاز ….احتجاجات و وقفات بالجملة …ازمة غذاء ….حتى لا اقول بثورة الجياع ….انعمتم مساءا ، فقط تذكروا ما انبأتني به عرافتي ذات ايام خوالي من ايام حالكة قاتمة سوداء….الله وحده الكفيل باللطف بنا …..