الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

عن اي انجازات نتحدث ؟ كوارث و اخفاقات فاقت المتوقع ، الى اين تتجه الاوضاع بالمغرب ؟ .

بقلم ابو ايوب


بمناسبة بداية الصيف و موسم الاصطياف ….و بعيدا عن السياسة و السياسيين لأخذ فسحة تروح عن الأنفس المصطافة ، و لنترك جانبا صراع الروس و الصينيين و اليابانيين و الغربيين ، و ما يجري باوكرانيا و الخليج الفارسي و الشرق الاوسط و افريقيا من متغيرات و تطورات دراماتيكية في بعدها الجيوستراتيجي ، عنوانها الابرز طاقة و غذاء و ما تفرع عنها من ازمات….
اليوم نكتفي بتسليط الضوء على بعض من الانجازات الباهرة و النماذج الرائدة التي حققتها مجمل الحكومات المغربية الموقرة بمختلف الوان طيفها ، اليسار الاشتراكي اثناء عهدة اليوسفي و ما تبعها من اليمين المعتدل ابان عهدة الاستقلال، و ما تولد من بعد من حكومة تيكنوقراط و ما استتبعها من وصول الاسلاميين لسدة الحكم بين قوسين ، قبل ان يرسو الأمر و حط الرحال باسم الاحرار..فأبشروا معشر المغاربة ببعض من الانجازات الباهرة و النماذج الرائدة التي شهد بها الاخر و لم يشهدها قطيع المداويخ المجاويع كما حلى للبعض النعث و الوصف ، و لعلي بكم معشر المعاشر لا زلتم تتذكرون النعث و الوصف من داخل قبة البرلمان.
من الانجازات نستعرض اليوم امثلة انتقائية من الواقع المعاش ، وحتى لا نطيل بسرد نماذج من الحلم المغربي نكتفي بعرض بعض منها احتفاءا و تشجيعا لبذل المزيد من الجهود ، لنبرهن للمتتبعة و المتتبع بالحجة و الدليل الى ما نحن اليه سائرون ، استشرافا او استقراءا للقادم من ايام صيفنا هذا و نحن على ابواب العيد المبارك السعيد .
* ارتفاع اسعار المحروقات الى مستويات قياسية لم نشهد لها مثيل حتى يوم ارتفع سعر برميل النفط ليصل الى اكثر من 140 دولار ، في سابقة تاريخية بوأتنا المرتبة الأولى عالميا من حيث ارتفاع اسعار المحروقات .
* تخصيص الملايين لدعم مهنيي النقل و من يستأثر بالمجال لشراء المحروقات ، بالتالي يكون الدعم يصب في مصلحة اصحاب شركات المحروقات ، و لا باس ان نستذكر ما حصل بالامس من دعم لمادة السكر لصالح شركات المشروبات الغازية ( كوكاكولا مثالا لا حصرا) .
* سحب قانون الاثراء الغير مشروع من التداول او التطرق له للمصادقة عليه ببار- الامان ، و قد جرى هذا في غفلة من قطيع دواب ثنائية الحوافر تتلهى بمباريات البارصا و الريال ، فيما البعض يلهث وراء مزيد من التضبيع و الاستغباء و الاستبلاد لحرف الانظار عن نهب الثروات دون حسيب و لا رقيب ( 50 مليار دولار هربت للخارج منذ وقت قريب مثال)، تجسيدا و تثبيثا لمقولة الاسلامويين ( عفى الله عما سلف ان كنتم تذكرون ، فيما نال قائلها و مروجها و المتاجر بها و فيها اكثر من 14 مليون سنتيم شهريا كراتب تقاعد و ما تلاها من هبة بامر سيادي)
* تسقيف سن اجتياز مبارات التعليم في 30 سنة بعدما كان السن المعمول به 45 سنة ، مع العلم بانه منافي لقانون الوظيفة العمومية و ذلك لفائدة صندون التقاعد .
* فرض رسوم جمركية على التجارة الالكترونية حتى و لو كانت تقل عن مبلغ 1200 درهم .
* شراء صمت النقابات في ظل ارتفاع منسوب الاحتجاجات من خلال زيادة بما نسبته 30% من الدعم المخصص لها اصلا من اموال دافعي الضرائب ( زيد الشحمة في ضهر المعلوف ).
* الزيادة في المواد الغذائية من زيت و سكر و طحين ، و عدس و حمص و فول غذاء الفقير ، و ما صاحبه من نفخ في فواتير الماء و الكهرباء و ما سواها من ضرائب و مكوس ….و لربما في مقبل الايام( شمات) الاوكسيجين الذي نتنفسه صباح مساء .
* على ضوء كل هذه الانجازات المبهرة و النماذج الرائدة وفق منظور برنامج التنمية البشرية الذي سطرته الامم المتحدة و المنظمات المتفرعة عنها ….حكومتنا الموقرة لم تجد حرجا في احداث موقع الكتروني خصص للعموم في سبيل تمكينهم من شراء اضحية العيد المبارك ، حرصا منها على تجنيبهم الوقوع بين براثن السماسرة و الشناقة ….
يجري هذا في ظل عوز و فقر فئات عريضة من المجتمع المغربي تئن تحت خط الفقر ( اكثر من خمسة ملايين اسرة مغربية تعيش اوضاعا مزرية ، اي بما معناه اكثر من ثلث المغاربة اخذا في الاعتبار بأن كل اسرة مشكلة فقط من اربعة اشخاص و بس ، موزعون ما بين الاب و الام و طفلين حتى لا نقول اكثر ، و هذا بشهادة تقرير لوزير المالية الاسبق بن شعبون من داخل قبة بار- الامان، رغم العلم المسبق و الحقيقة الساطعة التي تقول بان الفقراء يلدون اكثر من الاغنياء و الميسورين ، مما يطرح اكثر من علامة استفهام و عدة تساؤلات ( هل كل المغاربة يتوفرون على هواتف ذكية و حواسيب لولوج موقع البيع الذي خصصته وزارة الفلاحة و المياه و الصيد البحري ….؟) .
رغم وعدي لكم بتجنب السياسة و السياسيين …….وجدت نفسي منخرطا فيها غصبا عني حتى النخاع ، متتبعا لما لها من ارتباطات بواقعنا المعاش في حاضرنا و مستقبلنا المنظور و ما يتربص بنا من كوارث و فواجع و احزان ….انعمتم عيدا ضاربا لكم موعدا آخر بحول الله.

Related Post

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *