الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

إدريس الكنبوري:منتقدو مادة التربية الاسلامية يصمتون إزاء رسوم إباحية بمقرر دراسي بالتعليم الخصوص.

بقلم: ادريس الكنبوري
هذه ليست “لوحة فنية”؛ ولا صورة من موقع إباحي؛ بل واحدة من الرسوم التي تضمنها مقرر دراسي لإحدى مؤسسات التعليم الخاص بالدار البيضاء لتلاميذ الصف الإعدادي.
المقرر أثار موجة غضب والوزارة تدخلت وانتهى الموضوع. ولكن. هل تسلل هذا المقرر سهوا من طرف المؤسسة أم تم عمدا؟ وكيف لا تراقب الوزارة مقررات الخواص الذين يتعاملون مع التلاميذ كزبناء لا كمواطنين في بلد مسلم؟ وكيف يسوق هذا المقرر أصلا في المغرب إذا لم يكن مبرمجا أو مطلوبا؟.
يأتي هذا في الوقت الذي يهاجم فيه البعض مقررات التربية الإسلامية؛ ولكن بدعوى تطوير المناهج الدينية؛ ونحن مع تطوير هذه المناهج بل تثويرها؛ إنما هل يتطابق ترويج مثل ذلك المقرر مع تطوير هذه المناهج؟ لماذا لم يحتج المنتقدون للتربية الإسلامية على هذه المقررات ويحتجون فقط على التربية الإسلامية؟ هل هناك علاقة بين الهجوم على التربية الإسلامية وتمرير هذه المقررات؟.
معروف أن التعليم الخاص في المغرب بوابة للفرنكفونية؛ وغياب مراقبة مقرراته الدراسية هو نوع من التساهل مع الثقافة الفرنسية؛ من خلال منحها ذلك الهامش للتحرك فيه؛ فإذا حصل احتجاج قال المسؤولون إنهم لم يكونوا على اطلاع؛ وإن لم يحصل احتجاج مرت الأمور كما هو مرسوم. والدليل على ذلك أن جل مقررات المدارس الخاصة يتم إنتاجها في فرنسا بينما المدارس مغربية؛ وهذا استعمار ثقافي وتربوي مفهوم لا غبار عليه.
المغرب اتخذ مبادرات وطنية تجاه فرنسا في الأيام الأخيرة ردا على موقفها من قضية الصحراء المغربية؛ وسوف يكون أكثر جرأة لو اتخذ مبادرة حاسمة تجاه المقررات القادمة منها؛ والعمل على إنتاج هذه المقررات داخليا وفق الخطوط المرسومة من طرف الوزارة الوصية؛ فاستقلالية المناهج التعليمية هي البرهان الحقيقي على الاستقلالية الثقافية والسياسية؛ والمغرب لا يفتقر إلى نخبة قادرة على وضع المقررات والمناهج؛ فلماذا إعطاء هذا الحق للنخبة الفرنسية لتؤلف لأطفالنا ما يدرسون؟.
وبعيدا عن السياسة؛ ليس في هذه الرسوم في المقرر المذكور أي محتوى بيداغوجي. ثم إن مثل هذه اللوحة ليست فنا؛ وإنما هي إنتاج لحضارة مريضة بالهوس الجنسي؛ وحتى كبار الفنانين الأوروبيين لا يعتبرون مثل هذه الرسوم فنا؛ وقد رسم فان غوغ وبيكاسو وماني آلاف اللوحات؛ لكنهم لم يرسموا مثل هذه الخلاعة لأنهم كانوا يؤمنون بأن الفن له رسالة نبيلة؛ ولكننا نحن نستخدم “الفن” لخدمة العلمنة.

Related Post

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *