الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

المنطلقات المذهبية في الفكر العسكري الإيراني.

بقلم :د. ظافر محمد العجمي.

لم يأتَ انتشار المذهب الشيعي الاثني عشري في إيران عفوياً؛ بل تم إقحامه عمداً من قبل الصفويين بنجاح منقطع النظير. وكان من نتائج ذلك توحيد إيران كدولة مستقلة عام 1501م، ولتصبح المعقل الروحي للشيعة بعد الثورة الإسلامية بقيادة آية الله الخميني1979م. لقد ثبت في مقدمة الدستور اعتبار القيادة للولي الفقيه الذي ينوب عن الإمام الغائب في قيادة الأمة وإقامة حكم اللّه على الأرض، وأنه ضمانة عدم الانحراف للأجهزة المختلفة في نظام الجمهورية ووظائفها الأصلية، ومن تلك الأجهزة القوات المسلحة الإيرانية، فهو القائد الأعلى لمؤسسة يبلغ عدد منتسبيها 600 ألف فرد تقريباً؛ موزعين بين القوة البرية والجوية والدفاع الجوي والبحرية والحرس الثوري الإيراني بفيالقه الخمسة: الجوية والبرية والبحرية والباسيج وفيلق القدس.
ويقودنا النفاذ إلى جوهر الأشياء إلى أن الرؤية والفكر العسكري الإيراني مستمد من مرجعيات مذهبية، وهذه الورقة تتتبعها كالتالي:
1- المؤسسة العقائدية والسياسية للجيش:
في المؤسسة العسكرية الإيرانية تتعدى المذهبية الشعارات والصور على جدران المعسكرات وداخل قاعات التدريب لتصل إلى الأمن بالمعنى البوليسي الديني للكلمة، والوقوف بحزم لإظهار أن الفكر غير الإسلامي بمفهومه الشيعي الاثني عشري مرفوض من قبل هذه المؤسسة. وتتولى هذا الأمر المؤسسة العقائدية والسياسية للجيش التي شكّلها الخميني نفسه للمباشرة بعملية توعية مذهبية واسعة، ولإعطاء التثقيف المذهبي والتوعية السياسية للجنود خاصة أهمية بالغة، ولوضع تنظيم عسكري مستلهم من روح المذهب، بما يرسخ مفهوم الجيش العقائدي ويثبت سلطة الولي الفقيه.
وقد أثمرت جهود المؤسسة الثقافية عن جعل الجيش مطيعاً لولاية الفقيه ولقادته بشكل مطلق من خلال استخدام الأجهزة الإعلامية المتطورة. ومن خلال دار نشر “آجا” التابعة لها والتي تشارك في جميع معارض الكتاب والمهرجانات التي تقيمها وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي.
2- الفكر العسكري
– العقيدة القتالية
تعني العقيدة القتالية: أسلوب قتال القوات في الميدان، وتختار الدول عقيدة تتلاءم مع قدراتها العسكرية وأيديولوجيتها الدينية وأهدافها الوطنية. ولإحداث توازن مع القوات النظامية؛ أنشأت الثورة قوات الحرس الثوري. وفي الحرب مع العراق طبقت عقيدة قتالية تدرك أهمية تفوقهم العددي على العراق بأسلوب “الموجات البشرية المتتالية”. وساعدهم في حشد المتطوعين حماس الشعب للثورة ذات أيديولوجية الانصياع التام لتوجيهات الزعماء الدينيين بالجهاد المقدس، عوضاً عن التدريب الصحيح للقتال.
وقد خصصت مجموعات المشحونين دينياً للتقدم والهجوم في بداية القتال. كما اعتمدت هذه العقيد بشكل أساسي على مفاهيم كالغموض والتقيّة، فمن الغموض تحمل الضربة الأولى والاستعداد لتحمل الخسائر البشرية لجعل الخصم في حيرة إن كانت الإجراءات العسكرية تتم بناء على حسابات عقلانية أو بناء على توجهات انتحارية في ثياب جهادية غير عقلانية. كما تنتهج إيران “المظلومية الدفاعية”، حيث تؤكد تقارير حديثة من وزارة الدفاع الأميركية أن إيران أخذت في اعتماد استراتيجية عسكرية “دفاعية”، لتقليل خطر الهجمات التي قد تتعرض لها، في مؤشر على تجدد رفع شعار المظلومية، وهي ثقافة فعالة لإدارة الصراع بالتعبئة والتجييش الروحي لجماعات تربت على الانتصار للمستضعفين.
– تصدير الثورة عسكرياً
كان للتشيع بعدٌ حاسمٌ في بناء استراتيجية إيران الثورة، وكان تصدير الثورة الشيعية نهجاً أصيلاً في السياسة الخارجية الإيرانية، ولم يكن التصدير بالنفاذ الناعم فحسب، بل وبالهجوم العسكري والجيوش. وقد أصاب شعار تصدير الثورة وإقامة جمهورية شيعية، لا إقامة جمهورية إسلامية الثورة في مقتل. فقد كان الشعار جرعة القلق التي حفزت لقيام مجلس التعاون، تبعها اتخاذ دول الخليج قراراً تحت تأثير هذه الدعاية بدعم الطاغية صدام كحقل نار عازل لوقف تصدير الثورة. ثم التفت الإمام الخميني لهذا الأمر سريعاً، واتهم مروجيه بالسعي لتشويه وجه الثورة الإسلامية، وأوضح في بيان صريح أن “هدفنا من تصدير الثورة ليس الاعتداء العسكري لأن هذا عمل الدول الاستعمارية، إن تصدير الثورة هو أن يعرف العالم مبررات ثورتنا وأهدافنا”. لكن المتفحص لتصريحات قادة الثورة ومسؤوليها الآخرين يجد ما يناقض ذلك كتبعية العراق والبحرين والكويت لإيران، وضرورة تصدير الثورة لها كمعبر لتصدير الثورة للجوار العربي، فكانت الحرب العراقية – الإيرانية، ثم إقامة معسكرات تدريب لمواطنين شيعة من دول الخليج بل ومن كافة دول العالم. ومن ذلك مؤتمر “شيعة علي هم الغالبون” الذي عُقد منتصف عام 2006م، والذي يؤكد تجدد شعار تصدير الثورة بالطرق العسكرية كما فعل ستالين وقادة حركات الشبيبة الثورية الشيوعية. ثم تجدد النفوذ العسكري المذهبي الإيراني في سوريا ولبنان واليمن والعراق كدليل على استمرار التصدير بملابس عسكرية، لا برجال معممين فحسب.
فها هم عسكرُ إيران على خطى ساستها، فالجيشُ الإيراني ما برح يكرر منذ 18 نوفمبر 2014م ما قاله الجنرال فيروز آبادي رئيس الأركان العامة يتهمُ “السعودية بقتلِ الشيعة في اليمن، وبداية الإرهاب الدولي الوهابي الذي يعتبر خطراً كبيراً”. وعليه دأبت إيران على إكمال مشروعها وتصدير الثورة الشيعية إلى كل البلدان الإسلامية والآسيوية والأفريقية، وفي مسعاها هذا وظّفت طاقاتها، بما فيها العسكرية، لخدمة أهدافها العقائدية “لإنزال الضربة بالأنظمة المستبدة والعميلة مع عدم التواني عن استخدام كل الوسائل لتحقيق هذا الهدف”. مشابهاً لما كانت تقوله أدبيات الثورة المبكرة.
– التعامل مع التحديات العسكرية بمذهبية
نجحت إيران في تطوير سلسلة من المفاهيم والأدوات التي تتحرّك ضمنها والمستمدة من خلفية مذهبية، وحوّلتها إلى فكر عسكري يجري استخدامه وتوظيفه. فمن أدبيات الحرب العراقية – الإيرانية أن تم وصف صدام بـ”يزيد العصر” وتصوير الحرب بالدفاع المقدس، وبأنها مماثلة للحرب بين “الحسين” و”يزيد”، كما تم وصف الجيش العراقي بـ”جيش الكفر”، أما الآن فما يجري في سوريا من معارك فهو بين “أعوان الحسين” ضد “أعوان يزيد”. وما زال آية الله خامنئي يؤكد أن القوى السلطوية تريد فرض عملائها “المستبدين”، وأن المساومة مع “المستكبرين” غير مجدية. كما استخدمت إيران كما أشرنا الغموض والتقيّة وخلق التشويش في اللعب مع الخصم مرة بالشد ومرة بتمثيل دور الضعيف المطيع المنفرد أمام 5+1.
3- الأسلحة.
أدى الحصار الاقتصادي وحظر وصول الأسلحة بعد الثورة وخلال الحرب مع العراق 1980-1988م لدفع إيران لتطوير صناعتها العسكرية. وقد كلّف الحرس الثوري بإدارة هذه الصناعة؛ فنجح في زمن وجيز في خلق ترسانة أسلحة هامة، سانده في ذلك ما وضعته الدولة في يده من إمكانيات لخدمة هذا الجهد. وبوصفه تنظيماً مذهبياً مؤمناً بولاية الفقيه ظهرت بصمات الحرس الثوري المذهبية على ما أنتجته تلك الصناعة من سلاح. فالصواريخ التي تكمن قوة إيران العسكرية والاستراتيجية فيها حملت أسماء “عاشوراء” متوسط المدى. كما أن هناك صواريخ بمديات مختلفة حملت أسماء دينية، منها صاروخ النازعات وبدر- شهاب -فجر- زلزال-سجيل- قادر-فلق-عز الدين -غفار. وصاروخ ميثاق المحمول على الكتف. كما أن هناك مدفعاً رشاشاً أطلق عليه اسم “محرم”. وهناك مركبة قتال جوي اسمها “الكرار” على اسم سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، كما قامت إيران بصناعة دبابة “ذو الفقار” على اسم سيف سيدنا علي بن أبي طالب الذي أهداه إياه النبي محمد (ص). ودبابة “صمصام” المسماة على أحد ملوك الدولة البويهية الشيعية. كما أن هناك مركبة “ذو الجناح” التكتيكية فوق الثقيلة، وهي على اسم حصان سيدنا الحسين بن علي.
أما الغواصات فهناك “غدير” على غدير خم أو عيد الغدير، وهو يوم الأحد 18 ذو الحجة من سنة 10 هـ، والذي خطب فيه النبي محمد (ص) خطبة ذَكَرَ من فضل علي بن أبي طالب وأمانته وعدله وقربه إليه. كما أن هناك سفينة دورية بحرية باسم “عاشوراء” ثم الصواريخ البحرية “الكوثر”، وما تعنيه سورة الكوثر في السياق نفسه.
4- المناورات العسكرية
تقام المناورات العسكرية بكافة أنواعها في معظم دول العالم لتحقيق أمور عدة، فهي رسائل للأصدقاء، والمناوئين، ولاختبار ورفع جاهزية القوات المسلحة. كما يتم في المناورات عرض الصناعات العسكرية وتجربة الأسلحة وتسويقها، وليست المناورات الإيرانية باستثناء من ذلك. لكن كثرتها وتعدد أشكالها جعلاها تحدث الكثير من الضجة والقليل من التقدم في تحقيق أهدافها. وللبعد العقائدي بصمات واضحة في المناورات الإيرانية، فلما للولي الفقيه من منزلة عالية في إيران؛ فقد تم ربط اسمه بالكثير من الأنشطة العسكرية؛ فأضخم مناورة جوية تحمل اسم “المدافعين عن سماء الولاية” لحماية برنامجها النووي من أي تهديد خارجي. وجرت أيضاً مناورات “فدائيو الولاية” ومناورات “سماء الولاية”، بل وحتى مناورات “فدائيو حريم الولاية”. كما أن هناك مناورات “محرم” ومناورات ضربة “ذو الفقار”، ومناورات القوات البرية للجيش الإيراني المسماة “قمر بني هاشم”، مما يجعل تلك المناورات بأسمائها الحالية مؤسساً للحظات التحريض المذهبي.
5- العلاقات العسكرية المذهبية
لقد أكد قائد فيلق (القدس) قاسم سليماني بوضوح؛ أن الهلال الشيعي ليس سياسيّاً، بل هو اقتصادي، لكن الحصافة والتقية الاستراتيجية منعتاه من القول إنه هلال عسكري أيضاً بوجود فصائل لأبو الفضل العباس، وحراس زينب، وحزب الله، كامتدادات مذهبية عسكرية لإيران.
وعلى نفس المنوال وفي 4 مايو 2014م، اعتبر الفريق يحيى صفوي، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني والمستشار العسكري الحالي للمرشد الأعلى، أن حدود إيران الحقيقية ليست كما هي عليها الآن، بل تنتهي عند شواطئ البحر الأبيض المتوسط عبر الجنوب اللبناني. وما يتحدث عنه صفوي ليست مناطق النفوذ الحيوية كما يعرفها الاستراتيجيون، بل يتحدث عن امتدادات عسكرية مذهبية حيكت بمهارة طوال 30 عاماً عبر الأدوات العسكرية السابق ذكرها، وهو توسع يتتبع الوجود المذهبي بالدرجة الأولى، وهو تمدد عسكري صرف أثبته صمود الفصائل الموالية لإيران في سوريا واليمن دالاً على أنهم قد تدربوا وتسلحوا بشكل جيد. كما تؤكده نظرة صفوي نفسه للأمور حين قال: “هذه المرة الثالثة التي يبلغ نفوذنا سواحل البحر الأبيض المتوسط”. في إشارة للفتوحات “العسكرية” للإمبراطوريتين الأخمينية والساسانية”. وقد تزامنت معها استدارة لتوسيع تلك الحدود العسكرية المذهبية لتشمل تواجد الحوثيين الذين يتبعون المذهب الزيدي الشيعي.
وقد يجادل البعض أن طهران تساعد حماس ومنظمة الجهاد الإسلامي أيضاً، وهما خارج الإطار المذهبي للولي الفقيه! متجاوزين حقيقة أن ذلك لا يتعدى التحالف المرحلي، أو ربما من باب أنهما وحدات مقاتلة لهما مخالب بحدة مخالب حزب الله، وفي تلك المنطقة من الشام الكبرى يؤمن الساسة الإيرانيون أن الابتعاد عن العدو هو أخطر من البعد عن الصديق.
6- تقييم البعد المذهبي في الفكر العسكري الإيراني
نجح رجال الدين في إيران في المحافظة على سيطرتهم على البلاد، وخلق أرصدة للنظام في مفاصل الدولة، عبر حقن الصبغة المذهبية في كل شرايين الحياة. ولكي تكون القراءة منصفة لا بد من تلمس الجوانب الإيجابية والسلبية في سيطرة المذهبية على الفكر العسكري الإيراني كالتالي:
– بالرغم من أن القناع الإسلامي الإيراني فيه تركيز على البعد المذهبي، إلا أن الإشارة والإشادة بالجهد الإيراني في جعل أسماء معظم الأنشطة والأسلحة العسكرية تحمل أسماء إسلامية أمر مستحق.
– من إيجابيات سيطرة المذهبية على الفكر العسكري الإيراني بروز الجيش العقائدي المؤمن أن التشيع الاثنيْ عشري هو ما أعطى الشخصية الإيرانية تميزها وخصوصيتها. وهذا ما جعل التشيع اللاعب السياسي الوحيد في القوات المسلحة، ولا قوى سياسية سواه، وعليه فالجيش هو جيش عقيدة ولاية الفقيه وغير قابل للاختراق.
– كما أن من إيجابيات سيطرة المذهبية على الفكر العسكري الإيراني في مجتمع نسبة الأمية المطلقة فيه 13.5% أن أصبحت المذهبية هي المحرك البديل للوعي لصنع المواطن الصالح. فقد سوّقت إلى مداركهم البسيطة بأن عقيدة ولاية الفقيه هي الفكر الإنساني الذي لا فكر سواه، ولأن عيونهم لم تفتح على غيرها، فقد نهلوا من منهلهم الوحيد هذا أن العامل العقائدي هو الدافع والمحفز الأول للصراع الإنساني.
– من سلبيات سيطرة المذهبية على الفكر العسكري الإيراني أن نشأت مشاعر مكبوتة لدى أقليات صارت تنظر إلى الجيش على أنه جيش المذهب الواحد بدلاً من أن يكون جيش كل الشعب، كما أن السنة والزرادشت واليهود والمسيحيين والبهائيين أقليات تبلغ نسبتهم أكثر من 30% من الشعب الإيراني، وقد تم تهميشهم بشكلٍ واسع بواسطة الدولة المذهبية رغم تجنيد أبنائهم للخدمة العسكرية. ورغم أن في الدستور الإيراني الحالي مادة كاملة (المادة 13) تفصّل حقوق هذه الأقليات؛ إلا أن الأمل بحصول تحسن في المدى المنظور ضئيل نسبياً.
– من السلبيات أيضاً المخاوف من أن العسكرية المتشربة بالمذهبية والتي تضم 600 ألف فرد، وهي قوة سياسية هائلة وتستخدم حالياً من قبل الخط السياسي المؤمن بولاية الفقيه؛ قد تكون أحد دوافع انهيار العملية السياسية وخلق طاغية، أو دكتاتورية دينية، ولعل سلطة المالكي الجائرة في العراق والتي غرست بذرة الاختلافات المذهبيّة في المؤسسة العسكرية ونزوعه نحو الطغيان وانتهاجه النهج الإقصائي لإقامة دكتاتورية مذهبية ذات نظرة تمييزية للآخر المختلف خير مثال.
– من سلبيات سيطرة المذهبية على الفكر العسكري الإيراني أن القيادة العسكرية لم تعد المرجع الرئيسي في أعمال القتال، ولم يعد يؤخذ في الحسبان تحليلاتها للمواقف العملياتية، ومقترحاتها لتنفيذ عقيدة قتالية معينة. فرجال الدين بعمائمهم أو ببدلاتهم المبرقعة هم المسيطرون على المفاصل العسكرية، متسربلين بالمذهبية، ومتسلحين بالقدرة على حرمان الناس من رضا الولي الفقيه، ومنطلقين لنشر التبريرات المذهبية الشاملة حتى للجرائم العسكرية.
– كما أن من سلبيات سيطرة المذهبية على الفكر العسكري الإيراني أن قرأ الجوار الإقليمي مسميات الأسلحة الإيرانية بأسمائها المذهبية كمحفزات استفزازية، فإذا كان الإصرار على فارسية الخليج مساراً للهيمنة للنفاذ للهوية الثقافية؛ فالمذهبية العسكرية تلويح بالهيمنة بالقوة. وستغادر هذه الأسلحة مصانعها للعرض في المناورات الإيرانية دون أن يؤذن لها بدخول الخدمة في جيوش أخرى. أما المناورات فلم تقد إلى حل لأمن الخليج كما تقول إيران قبل أن تقودنا إلى الجدل المذهبي.
لقد حاول نظام الجمهورية الإسلامية في إيران خلق رؤية لأسلمة المجهود العسكري، فوقع في المذهبية وسيطرة الفكر الأحادي والخصوصية الطائفية. واعتقد النظام أن لديه نظرية أمنية واضحة وذات مبادئ مترابطة تشكل كلاً متكاملاً، لكن المذهبية حالت بمظهرها القوي بينه وبين العلم العسكري على حقيقته، ومن هنا ظهرت بوضوح سلبيات الطريق الذي سلكه في تشخيص وفهم واقع الحرب والسلم من منظور مذهبي بالدرجة الأولى. فالنزعة المذهبية التي طبقها بفوضوية أدت لدفع ثمن باهظ على مستوى الواقع العملي منذ الثورة مروراً بالحرب مع العراق وحتى المماحكات مع الغرب حالياً.

Related Post

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *