مسرور المراكشي :
لقد شاهدت بالأمس في نشرة الأخبار المسائية و بالقناة الأولى المغربية مسؤول أمني كبير يدلي بتصريح أشبه بحالة إعلان حرب وقد اصطفت خلفه عربات الأمن الوطني ورجال أمن يظهر على وجوههم الحزم بعضهم واقف على رجليه و البعض الآخر فوق دراجاتهم النارية إنها حالة طوارئ عند رجال الأمن المغربي و لسان حالهم يقول : ” الله يدوز هاد الليلة على خير…” في هذه الأجواء المشحونة قدم هذا المسؤول الأمني الكبير تصريحه وهو متجهم الوجه لم يقدم تهنئة السنة الميلادية للمشاهدين بل دخل مباشرة في صلب الموضوع حيث طمأن المغاربة على ارواحهم وكذا ممتلكاتهم وان الوضع تحث السيطرة وأن الإحتفال سيمر في سلام و أمان وان رجال الأمن على استعداد للتدخل في أي وقت ..في الحقيقة هذا شئ مضحك ومبكي في نفس الوقت يبدو لي والله أعلم أننا مكرهين على القيام بهذا الإحتفال كي ننجوا من تهمة التعصب الديني و نسجل في قائمة التسامح وهذا نوع جديد من الإستعمار الثقافي الغربي.. :_أولا نحن بلد مسلم ولا علاقة لنا بالسنة الميلادية و كذلك باحتفالات النصارى بقدومها إلا أننا نؤمن بنبي الله عيسى بن مريم عليه السلام.. ثانيا : لماذا هذا الإنتشار الكثيف لرجال الأمن وطنيا..؟ فقد نتفهم تغطيتهم للعاصمة مثلا نظرا لتواجد البعثات الأجنبية وكذلك ضبط الأمن في بعض المدن السياحية لكن ما محل تواجد رجال الأمن بكثافة في لفقيه بن صالح بن ݣرير الرماني سبت الحنشان ازحيليݣة سيدي بيبي..!!؟ فهل أصبح كل المغاربة أجانب بحيث صار لا فرق بيننا و بين نصارى اوروبا إلا في نوع وجودة الخمور المستهلكة في هذه الليلة السعيدة. ثالثا : _ إن التأهب الأمني وحالة الطوارئ التي كنا عادة ما نشاهدها قبل سنين في مدن و عواصم أوروبية ك (لندن – باريز – دبلن – براين مدريد..) أصبحنا نعيشها اليوم.. لكن رغم كل تلك الإجراءات الأمنية المتخذة من طرف الشرطة الأوروبية تعقع حوادث قتل و اغتصاب و حرائق و تهشيم زجاج السيارات و واجهات المحلات التجارية و ذلك عندما تلعب الخمور بعقول المحتفلين..!! وفي صباح اليوم الموالي لميلاد المسيح عليه السلام كما يزعمون تجد أغلب المدن و العواصم الأوروبية أشبه بساحات حرب بعد أن خرب جيش المخمورين و المعربدين كل ماوقع عليه بصرهم..و المفارقة العجيبة هو قيامهم بهذه الأعمال بمناسبة ميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام والذي كان يدعو للسلام..لكن هذا مشكل النصارى مع عيد مولد نبيهم فما دخل المغاربة في هذا الحدث والذي أصبح يشكل تحدي لرجال الأمن المغربي و يزعزع استقرار المجتمع.!! الحل في نظري هو على هدى سورة الكافرون ( لكم عيدكم ولنا عيد ) أي أن يكتفي المغاربة بأعيادهم فمنذ زمن يحتفل المغاربة بذكرى مولد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم حيث لا قتل و لا اغتصاب ولا حرائق و بعيد الأضحى و الذي يستعمل فيه السلاح الأبيض من (سكاكين . سواطير) و تسيل فيه دماء الأضاحي فقط ثم عيد الفطر و لليلة القدر حيث يحتسي فيها المغاربة كؤوس من الشاي المشحر و أكل الطعام وهذه الليلة يكون فيها رجال الأمن في راحة وهذه الأعياد والمناسبات يستفيد منها الفلاح المغربي و الحرفي وتجار التوابل والمكسرات من تمور و جوز وغير ذلك لكن أعياد الميلاد يغلب عليها الطابع التجاري فهي تدر على البرجوازية العفنة ملايير الدولارات من تجارة الخمور و الدعارة و الأكسسواوات المرتبطة بها كأشجار الأرز وصور المسيح و هدايا نويل المهم لا علاقة لذلك بتقاليدنا المغربية الأصيلة..
ملاحظة :
أعياد الميلاد عند النصارى لا علاقة لها بمولد عيسى عليه السلام و إنما هي أعياد للوثنيين و المسيح لم يولد في وقت تساقط الثلوج..!! ومع ذلك نرى “بابا نويل ” بعيدا عن موطنه الأصلي حيث الثلوج و أشجار الأرز نجده تائها في صحاري و أدغال إفريقيا على ظهور الجمال يوزع الهدايا على جماعات المعارضة المسلحة : ( كلاشينكوڤ – ألغام – راجمات صواريخ – مضاد للدروع..) كل ذلك طلبا للأجر و الثواب.
مسرور المراكشي :