الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

تسريبات جيروزاليم بوسط و تأكيدات موقع يوشع

بقلم ابو ايوب
وسائل الاعلام العبري افصحت على ان “اسرائيل” بصدد مطالبة بعض الدول العربية ، بافساح المجال امام اليهود لاسترجاع ممتلكاتهم بكل من العراق.سوريا.اليمن.تونس.ليبيا.المغرب، و في حالة تعذر الأمر ، تقديم تعويضات خيالية قدرتها جيروزاليم ب250 مليار دولار امريكي ، نصيب المغرب منها 50 مليار دولار بحسب الصحيفة ، فيما موقع يوشع العبري فقد حصرها في 33,5 مليار دولار ، و المتبقي من اجمالي المبلغ موزعة على باقي الدول العربية .
الابتزاز الاسرائيلي ليس وليد اليوم ، بل هو العملة الرائجة في تعامل الكيان العبري مع دول العالم ، اسلوب برعت فيه اسرائيل منذ اعلان قيامها سنة 1948، فالمانيا مثلا ابتزت بالهولوكوست و أفران هتلر و معتقل اوشويتز ، ابتزاز لم تسلم منه اي دولة عبر التاريخ قديمه و حديثه ، تارة بمعاداة السامية و اخرى بمطاردة اليهود كما حصل بالأندلس ايام حكم الملكة ايزابيلا . اليوم جاء دور الدول العربية للدفع بها نحو التطبيع ، مستغلة الاوضاع الاقتصادية المزرية للدول المستهدفة كتونس مثلا ، او التي تعيش حالة لا استقرار كالعراق و سوريا و ليبيا.
الاستهداف الاسرائيلي للدول العربية هته يهدف محاصرتها و اخضاعها عبر تهديد امنها الغذائي و المائي ، الاردن مثلا فقد أمنه المائي و اصبح تابعا لاسرائيل ، بعدما كان هو مزودها الرئيسي باحتياجاتها من الماء الشروب و مياه الري اسوة ببحيرة طبريا بالجولان السوري ، فيما المغرب حظي بتعامل من نوع آخر يبدو في ظاهره ، تبادل الخبرات في المجال الفلاحي عبر ادخال تقنيات جديدة للرفع من جودة و كمية المنتجات الزراعية لا سيما تلك الموجهة للتصدير ، منتجات تستهلك كميات كبيرة من المياه و هي في غالبيتها موجهة للتصدير .
و قد تأتى لها بالفعل ما كانت تستهدفه ، بحيث قامت الدولة بتخصيص آلاف الهكتارات لفائدة مستثمرين اسرائيليين ، خصصت في مجملها لزراعة أشجار فاكهة الخصية ( الافوكا) و اشجار النخيل من نوع المجدول ( المجهول كما يعرف مغربيا) ، استثمارات تركزت بالغرب و دكالة و المناطق الشرقية …اشجار في مجملها تستهلك كميات كبيرة من المياه …للاشارة 1 كلغ من فاكهة الخصية يستهلك ما بين 600 الى 1000 لتر من الماء قبل نضج المنتوج ، بالتالي هي أشجار تمثل تهديدا كارثيا على الفرشة المائية لا سيما في هذه الظرفية الحرجة .
كما تجدر الاشارة الى أن الأمر لم يقتصر على تبادل الخبرات و استغلال الثقنيات الحديثة ، بل بادرت اسرائيل بتأسيس شركات لتوريد و بيع بذور مختلف انواع الخضر و الفواكه …و هذه البذور غير قابلة لاعادة الزرع ، كونها منتوجات معدلة جينيا تعرف باسم مختصر( O.G.M ) ، اي بمعنى ( Objets génétiquement modifies) … الغرض من ورائها فرض التبعية المطلقة للفلاحين المغاربة لهذه البذور .
كما ان هناك معلومات تم تداولها على نطاق واسع من طرف خبراء مغاربة ، حول اقدام اسرائيل على سرقة بعض عينات المنتجات المغربية و ادخال تعديلات جينية عليها بعد نقلها الى هناك( شجرة الاركان مثالا لا حصرا) ، ثم يتم تسويق المنتوج بالدول الأوروبية ( زيت الاركان) على ان المغرب هو بلد المنشأ ، في خطوة تهدف الى للالتفاف على العقوبات التي فرضتها الدول الأوروبية على المنتوجات القادمة من الاراضي الفلسطينية المحتلة .

Related Post

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *