الخميس. نوفمبر 21st, 2024

في ظل صمت القبور…هل تتجرأ موريتانيا الرفع من نبرة التهديد و الوعيد مع جارها الشمالي المغرب ؟

بقلم ابو أيوب
على ضوء المتغيرات و الأحداث المتسارعة بالفضاء المغربي ، و اخص بالذكر ما يحدث بين الفينة و الأخرى من استهدافات بالطائرات المسيرة بالصحراء على مقربة من الحدود المشتركة بين المغرب و الجزائر و مويتانيا ، استهداف طال كما قيل مواطنين جزائريين كانوا في طريقهم من تندوف في اتجاه موريتانيا ، يومها اتهمت الجزائر المغرب بقتل سواق شاحنات كانت تنقل الاسمنت الابيض نحو موريتانيا ، كما توعدت بأن ما اقدم عليه المغرب لن يبقى بدون رد ، بعدها باسابيع قليلة أعلنت موريتانيا عن مقتل مواطنين موريتانيين كانوا ينقبون عن الذهب ، بعدما تم استهدافهم بطائرة مسيرة على مقربة من الحدود الموريتانية مع الصحراء الغربية بحسب نص البيان الصادر عن وزارة الداخلية الموريتانية ، لتتلوها من بعد اكثر من عملية استهداف اخرى بالدرونات طالت موريتانيين .
في بيان رسمي لوزارة الخارجية ، اعلنت موريتانيا عن تمسكها بسياسة حسن الجوار في علاقاتها مع كل من المغرب و الجزائر و الصحراء الغربية ، معلنة في نفس الوقت عن حيادها الايجابي في النزاع بين المغرب و جبهة البوليساريو ، بيان استنكرته بعض الاحزاب السياسية الموريتانية و قيادات من الحزب الحاكم موقف ضعف ، مطالبين الحكومة باتخاذ مواقف واضحة منددة شاجبة لمثل هكذا خطوات عسكرية…مطالب تجاوبت معها الحكومة بنوع من الضبابية و عدم وضوح الرؤيا تجنبا لاثارة حفيظة الاطراف الاخرى من الجوار ، على اثره تعالى سخط و غضب فئات عريضة من المجتمع الموريتاني منددة بعمليات الاستهداف بالمسيرات .
بالأمس القريب اعلن ما يسمى بوزير الداخلية الصحراوي من نواكشوط في ختام زيارته لها و لقاءه بالرئيس الموريتاني ، عن نية جبهة البوليساريو اللجوء الى استعمال الدرونات لاستهداف العمق المغربي ، و هذا ما يعطي الانطباع بان التصعيد العسكري بالصحراء اصبح مسألة وقت في انتظار الوقت المناسب لبداية عمليات عسكرية نوعية ، من ضمن بنك الاهداف مواقع حساسة و استراتيجية بهدف خلق ضجة اعلامية و اثارة انظار الرأي العالمي لما يحدث بالمنطقة، فيما تم تسجيل صمت موريتاني رسمي بخصوص ما تم الاعلان عنه من قلب العاصمة الموريتانية .
يوم الأحد الاخير من الاسبوع الذي ودعناه ، تناقلت وسائل الاعلام الموريتانية خبر استشهاد اربعة موريتانيين و جرح خامس ، كانوا على مثن شاحنة في طريقهم للتنقيب عن الذهب 50 كلم جنوب منطقة عين بن تلي داخل الحدود الموريتانية ، للاشارة عين بن تلي تقع على مقربة من الحدود الجزائرية الموريتانية شرق الجدار الدفاعي المغربي بالصحراء ، و هي بالمناسبة نفس المنطقة التي كانت مسرحا لاستهداف الشاحنتين الجزائريتين ..على اثر عملية الاسبوع المنصرم ، خرجت اوساط سياسية و اعلامية و مفكرين موريتانيين و شخصيات المجتمع المدني …مطالبين الحكومة الموريتانية بوضع حد لهكذا عمليات و اتخاذ مواقف جريئة بما فيها قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب ، و غلق الحدود الشمالية الموريتانية في وجه حركة عبور الاشخاص و الشاحنات ، في اشارة للحركة التجارية عبر معبر الكركرات جنوب الداخلة على مشارف الحدود الموريتانية .
بالتالي تهديد باتخاذ مثل هكذا خطوات يعتبر في حد ذاته استكمالا لطوق حصار فرض على المغرب ، شرقا مع الجزائر و شمالا مع اوروبا على ضوء المواقف الاخيرة لكل من الاتحاد و البرلمان الاوروبيين ، فيما بقي معبر الكركرات المتنفس الوحيد للاقتصاد المغربي في اتجاه وسط و غرب افريقيا ، هذا ما لمح اليه المفكر و الاعلامي المعروف و الناشط الحقوقي الموريتاني اسماعيل يعقوب ولد الشيخ سيدي ، في خرجته الاخيرة لوسائل الاعلام المحلية و الاعلام الجزائري و الصحراوي ، معبرا في الوقت ذاته عن رغبة الشعب الموريتاني الضغط على حكومة بلدهم ، لانتهاج سياسة ردعية و اتخاذ اجراءات تصعيدية في مواجهة المغرب حفاظا على كرامة و حياة المواطن الموريتاني ..
في ظل الصمت الرسمي الموريتاني المحتشم ، و على ضوء ارتفاع وتيرة الاصوات المطالبة بخطوات تصعيدية و افعال بدل الاقوال ، بتقديري من المرجح و المرتقب ان يتعرض الرئيس الموريتاني لضغوط شعبية و حزبية بشكل تصعيدي ، لا سيما بعدما تعالت اصوات اخرى متهمة المسؤولين بالخيانة و العجز عن حماية المصالح الوطنية ، و هذا في ظل تدني شعبية الرئيس ولد الغزواني وحده كفيل بتغيير نبرة الحكومة ، او الدفع بها لاتخاذ موقف صارم و حازم وسط دعوات باجراء انتخابات سابقة لاوانها ، في هذه الحالة يكون المرشح الاوفر حظا الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز او من يدور في فلكه ، بالتالي يسهل الاعلان عن قطع العلاقات و غلق الحدود الشمالية و اخراج معبر الكركرات من الخدمة ، فماذا لو اقدمت موريتانيا على هذه الخطوة لا سيما في ظل التعزيز و ثتمين العلاقات الثنائية و التقارب الحاصل مع الجزائر ؟ .

Related Post

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *