أعطيت، اليوم الأربعاء بالمدرسة الابتدائية مولاي إدريس الأول التابعة لمقاطعة الصخور السوداء بالدار البيضاء، انطلاقة الدورة الثانية من برنامج “مدارس خضراء” تحت شعار “بسلوكات بسيطة نحافظ على مدينتنا”.
وتروم الدورة الثانية من هذا البرنامج، الذي أطلقته شركة التنمية المحلية “الدار البيضاء للبيئة” تحت إشراف جماعة الدار البيضاء، وبشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الدار البيضاء – سطات، توعية وتحسيس تلاميذ المدارس الابتدائية العمومية بأهمية المحافظة على نظافة مدينتهم، وتحسيسهم حول أهم السلوكيات التي من شأنها المساهمة في الحفاظ على البيئة.
ويقترح البرنامج على التلاميذ ورشات تعليمية حول مجموعة من المحاور تهم أساسا فرز النفايات وإعادة التدوير والممارسات البيئية الجيدة التي يجب اتباعها على أساس يومي، فضلا عن أنشطة تربوية تثقيفية، سيتم تقديمها بشكل دوري ومتنقل داخل مختلف المدارس التعليمية بمختلف مقاطعات الدار البيضاء، يسهر على تنشيطها عدد من الأطر المؤهلة.
كما سيستفيد التلاميذ من أنشطة غنية ومتنوعة، تتوزع بين الرقص والرسم والغناء احتفالا بالمواطنة وحسن السلوك في مجال النظافة، بالإضافة إلى عرض أفلام كرتونية تم إنتاجها خصيصا في إطار البرنامج، والتي تهدف إلى التحسيس بأهمية فرز النفايات والتعريف بمهن النظافة.
وفي هذا السياق، أبرز مولاي أحمد أفيلال، نائب عمدة الدار البيضاء، في تصريح للصحافة، أن تنظيم برنامج المدارس الخضراء يهدف إلى تحسيس الناشئة وتوعيتها بأهمية الحفاظ على البيئة وعلى نظافة مدينتهم، من خلال تبني سلوكيات يومية بسيطة على رأسها فرز النفايات.
وأضاف أن البرنامج يعمل من خلال تنظيم ورشات توعوية وأنشطة تثقيفية على ترسيخ قيم المواطنة البيئية وبناء المواطن الصالح من أجل محاربة السلوكات الضارة بالبيئة وتعليم الناشئة التصرفات الإيجابية في سن مبكرة، وتكريس ثقافة الفرز الانتقائي بين التلاميذ.
من جانبه، أبرز زين العابدين أمهل، رئيس مصلحة التحسيس والتشاور الاجتماعي بشركة الدار البيضاء للبيئة، أن برنامج “مدارس خضراء” يشمل شقين يتمثل الأول في الجانب اللوجيستيكي، حيث تم تزويد مختلف المؤسسات بحاويات صغيرة فئة 50 لتر لفرز النفايات بلونين مختلفين، من أجل ترسيخ ثقافة الفرز الثنائي للنفايات، فضلا عن لافتات تحمل توجيهات ومعلومات حول الممارسات الجيدة لتدبير النفايات تم تثبيتها داخل القاعات الدراسية وفي أروقة المؤسسات المعنية بالبرنامج.
وأضاف السيد أمهل أن الشق الثاني يتعلق بالجانب البيداغوجي، والذي يهم تنظيم ورشات داخل الأقسام، بالإضافة إلى توزيع شواهد تقديرية للمدرسة والتلاميذ المستفيدين من هذه الورشات الذين ستمنح لهم صفة “سفير النظافة” بمدينة الدار البيضاء.
وأشار إلى أن هذه الدورة تستهدف تلاميذ المستوى الابتدائي في المدارس العمومية بالمقاطعات الستة عشر للعاصمة الاقتصادية، ويتعلق الأمر بما مجموعه 48 مدرسة ابتدائية (3 مدارس لكل مقاطعة).
يشار إلى أنه في إطار النسخة الثانية من برنامج “المدارس الخضراء”، تم تنظيم مسابقة تضم 32 مدرسة استفادت من البرنامج خلال الدورة الماضية بهدف غرس وتكريس روح التحدي والتعلم لدى التلاميذ.
وهكذا، تم إطلاق مسابقة بين المدارس يوم 3 أبريل الجاري، من خلال مرحلة تحضيرية تتطلب من المدارس المشاركة تشكيل مجموعة من 10 تلاميذ ومؤطرين اثنين، من أجل إعداد عمل فني (بحث، عرض غناء / رقص، مسرحية، نحت) حول أحد الموضوعات التالية: أنواع النفايات وتقنيات الفرز وإعادة التدوير ومهن النظافة.
وفي نهاية هذه المرحلة، وابتداء من 28 أبريل الحالي، ستقوم لجنة تحكيم بتقييم الأعمال المنجزة واختيار 16 مدرسة ستتنافس عبر مراحل مختلفة، إلى غاية الوصول إلى المرحلة النهائية المقررة في 7 يونيو 2023.