الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

بقلم ايو ايوب
رد وزير خاريجية اسبانيا على تصريحات زميلته يولاندا دياز وزيرة العمل في حكومة سانشيز ، حيث وصف موقفها من المغرب و قضية الصحراء بانه لا يعبر عن الموقف الرسمي الاسباني ، و كانت وزيرة العمل المرشحة لخلافة سانشيز بعد الانتخابات القادمة ، في تصريح لها لوسائل الاعلام الاسباني أعلنت عن مسادندتها حق الصحراويين في تقرير مصيرهم ، و عن دعم المسلسل الذي ترعاه الامم المتحدة باشراف المبعوث الشخصي للامين العام الأممي للصحراء ستافان ديميستورا ، كما أكدت في حال فوزها تراجعها عن الموقف الذي عبر عنه سانشيز الداعم للمقترح المغربي ، و هو نفس الموقف الذي عبرت عنه حزب فوكس و حزب الشعب برئاسة راخوي الاوفر حظا بالفوز في الانتخابات القادمة .
رد وزير الخارجية خوصي الباريس ساهم في الرفع من وثيرة الخطاب العدائي لوزيرة العمل يولاندا دياز اتجاه المغرب ، حيث اعلنت للقناة السادسة عن نواياها بدعم ما اسمته بالمعارضة المغربية بالخارج ، داعية بقية الاحزاب و المنظمات الحقوقية و هيئات المجتمع المدني الى ممارسة ضغوط اكبر على المغرب ، للدفع به الى قبول اجراء استفثاء تقرير المصير بالصحراء ، عدوانيتها بلغت حد نعث المغرب بالبلد الديكتاتوري مركزة خطابها على الوضع الحقوقي بالمغرب و الصحراء الغربية حسب قولها.
تصريحات و ردود و ارتدادات قد يكون منطلقها مزايدات سياسية ، و حملات انتخابية و تسجيل نقاط على حساب الحزب العمالي الاشتراكي الذي يقود الحكومة بزعامة بيدرو سانشيز ، كما من الممكن اخذها بعين الاعتبار نظرا لما تشكله من خطر على المصالح المغربية ، ضمن سياق الخسائر الفادحة التي تكبدها الاقتصاد الاسباني نتيجة الازمة مع الجزائر ، بالتالي من المرتقب في المستقبل المنظور قيام الحكومة القادمة بادارة ظهرها للمغرب و السعي الى تحسين علاقاتها مع الجزائر على حساب المغرب ، ادارة الظهر سترتكز بالاساس على موقف اسبانيا من قضية الصحراء و حقوق الانسان و حرية الرأي و التعبير بالمغرب .
اليوم تنظم تركيا لكوكبة الرافضين للمقترح المغربي بمنح حكما ذاتيا لساكنة الصحراء تحت سيادته ، تركيا التي حرصت سابقا على عدم اغضاب المغرب او تظاهرت بالحياد ، هي نفسها التي اعلنت مرارا و تكرارا عن دعمها للمسلسل الذي تقوده الأمم المتحدة و الاتحاد الافريقي ، و هي اليوم من قامت باستدعاء سفيرها من المغرب على عجل ، بسبب تصريحات أدلى بها لجريدة ماروك ايبدو الناطقة بالفرنسية ، لمح من خلالها الى تأييد تركيا للمقترح المغربي في الصحراء كما سبق له ان اعلن عن هذا شهر نوفمبر الفارط ، موقف جر عليه وقتذاك وابلا من السخط الحكومي ، و تحذيرا مباشرة بعدم الاقدام على مثل هكذا مواقف دون الرجوع الى الوزارة ، في اشارة الى ان مثل هكذا مواقف ، يبقى حصرا على وزارة الخارجية ، و هذا ما يفسر استدعائه على عجل .
القاسم المشترك بين التصريحات الاسبانية و التركية ، و الرد عليها و ارتداداتها على علاقات الدولتين مع المغرب ، قاسمهما يمكن فهمه ضمن سياق الانتخابات الرئاسية و التشريعية في كلى البلدين ، كما يمكن اعتباره مزايدات سياسية في زمن الصناديق الانتخابية ، و بحصر الامر على تركيا هناك تسريبات تروج لعدم رجوع السفير لشغل منصبه بالعاصمة الرباط ، و قد يبقى المنصب شاغرا الى ما بعد ظهور نتائج الانتخابات المقبلة ، فيما تشير اوساط عدة الى مخاوف تركية من الاصطدام مع الجزائر التي ترتبط معها بعلاقات اكثر من مميزة في عدة مجالات ، و مشاريع استثمارية ليس آخرها انضمامها لمشروع حديد غارة جبيلات غرب جنوب الجزائر ، تميز و تنسيق و تشاور و تبادل معلومات و خبرات… شمل عدة قضايا سياسية كملف ليبيا و اتفاقيات عسكرية و اقتصادية ….
استدعاء دولة ما لسفيرها على عجل ، وفق منطوق قانون العلاقات الدولية ، له تفسير واضح يبرهن عن ازمة سياسية بين دولتين و سوء فهم للمواقف رسمية و للقرارات المتخذة من هذا الجانب او ذاك ، و في حال استمر التوتر و سوء الفهم هذا يمكن اتخاذ خطوات موازية ، من قبيل تخفيض التمثيليات الديبلوماسية او تجميد العلاقات الثنائية او قطعها أو مقاطعة السلع و البضائع وحظر كل اشكال التعامل فيما بين الدول ، نهج سياسي و اقتصادي تتخذه الدول فيما بينها كبديل عن الحرب ، فهل سيعود السفير التركي الى منصبه أم ستظهر افرازات غير متوقعة تعكر صفاء علاقات المغرب و تركيا ؟.

Related Post

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *