بقلم: حسن جعفري
عندما يُسلَّط الضوء على الشرط الموضوعي (بأبعاده فوق الرياضية) باعتباره عاملا محددا في وقوع مظلمة “البلوكاج” الكروي للمنتخب المغربي، ويُهمل طرح السؤال عن الشرط الذاتي بما هو عامل محفز في تحقق القَسْطِ الأوروبي هذا.. يصبح بناء الوعي الحضاري النَّبِه، الذي هو مدخلٌ أساس لكل محاولة للانعتاق والحد من تغول الآخر المستقو علينا باستخفافنا الذاتي كشعوب ونظمها الحاكمة، أمرا مؤجلا !!
وإن من شأن الاقتصار على البعد الاحتفالي الوجداني – وهو محمود ومطلوب- في التعاطي مع ما تحقق للفريق الوطني كرويا، وما نجم من هذا الانجاز على مستويات حضارية أكبر.. أن يشوش على الذات العربية والإسلامية في أي مسعى لها للتذويت على أسس بعيدة عن حالة الانهزام النفسي الحضاري اتجاه الغرب وتوجهاته الاستعلائية (سياسيا واقتصاديا وقيميا) ولا أخلاقيته في فرض بعض القيم والأطروحات اللاعادلة والتمييزية..
سيما وأن ظروفا تتهيأ -مرة ومرة- من غير تخطيط كما يقال، تسمح لهذه الذات بتعرُّفِ ما يميزها من عناصر حضارية تحقق لها انسانيتها وتجعل مكانها بين الشعوب الأخرى أليق.. وهي ذات الظروف التي تسمح في الوقت عينه بانكشاف جوانب من عورات الذات الغربية المتغطرسة!!
وبكلمةٍ، ليس بمكنتنا تغيير واقعنا الراهن، ما لم يأخذ الوعي النَّبِه والفكر النقدي لدينا طريقهما لإزاحة المناظير القديمة، ونفتح في الوقت أعيننا على رؤى مستقبلية تعطي معنى لما هو مفتوح ومتاح من الخيارات وفرص النهوض.