الأخلاق تتلخص أساسًا في شجاعة اتخاذ القرار”
ليون بلوم
بقلم: عبد الحق الريكي
قرأت هذا الكتاب الذي يحمل عنوان “تاكسي” باللغة العربية في عام 2007. توفر بعض المكتبات الكبيرة والمعاهد العامة كتبًا مجانية للجمهور. وبما أنني من عشاق الكتب، ألقيت نظرة سريعة على هذه الكتب (يوليوز 2024). ويا لها من مفاجأة عندما وجدت “تاكسي” باللغة الفرنسية، والذي قرأته عام 2009 بعد ترجمته.
وجدت الكتاب المعني وتمكنت من قراءته بعد مرور أكثر من 15 عامًا. كان هذا أحد كتبي لهذا الصيف. وكان الاستمتاع به هائلًا. سأخبركم عنه. لمن يهتم.
للحديث عن “تاكسي”، فهو “ثمانية وخمسون محادثة مع سائقي التاكسي في القاهرة” بين عامي 2005/2006. أما أنا، فاستقل سيارات الأجرة في الرباط واستخدم الترام بعد بيع سيارتي في عام 2022. يقال إن معظم سائقي التاكسي “مخبرون”. لكن محادثاتي المفضلة مع سائقي التاكسي تتعلق أساسًا بـكوفيد-19 والسيارات ذاتية القيادة. بالنسبة لهذا الأخير، خاصة الشباب، يجيبون بأن هذه “التقنية” ليست قريبة. ردي هو أنه بين عشية وضحاها، ظهر الهاتف المحمول واليوم يوجد عدد الهواتف أكثر من عدد السكان في المغرب.
لن أتحدث عن النصوص الـ 58 في الكتاب، بل عن بعضها، وأحيانًا أقارن بين المغرب ومصر. وأحيانًا أخرى أستشهد ببعض الأفكار الاستشرافية للمؤلف. تجربة قراءة الكتاب باللغة العربية أمر مرغوب فيه من عدة جوانب. لكل شخص رأيه الخاص حول الموضوع. بالطبع، يجب أن نضع في اعتبارنا أن هذا كتب قبل ثورة 2011 والانقلاب العسكري (كل شخص حر في تفسيره لهذه الأحداث).
إذن، النص الأول يتعلق “بعمر السائق وكذا التاكسي”، مع الاستشهاد بالمغني البلجيكي “جاك بريل: “
“الموت ليس شيئًا،
الموت هو مجرد مسألة،
لكن التقدم في العمر… يا له من شيء!”
ذكرني ذلك بشبابي كطالب خلال نهاية السبعينيات؛ كنت أعتبر نفسي ماركسيًا ومعجبًا ببريل (فريقي كان يحب بريل). لا تذهبوا بعيدًا، ما سيأتي هو السياسة الحقيقة…
في النص رقم 3، يتحدثون عن “التظاهرات في الشوارع”، والشرطة التي تكون أكثر عددًا من المتظاهرين. خاصةً العدد، الذي كان كبيرًا في الماضي، قليلًا في 2005/2006، ولكنه وصل إلى الملايين في 2011. مثل المغرب؛ اليوم يبدو عددهم قليل جدا؛ لكن في 2011 وغدًا. الحكام لا يهتمون بالعدد. يجدون دائما عذرا لأعداد المتظاهرين قليل أو كثير.
تركز المحادثات على التضخم: السجائر، تذكرة السينما… بالنسبة للسجائر، يتذكر البعض أسعار “فافوريت”، “ماركيز”، و”مارلبورو” في السبعينيات واليوم في (2024). السينما (القاعات وأسعار العروض) شهدت تطورات مختلفة في كل مكان. مثل كرة القدم، عليك أن تدفع لمشاهدتها على التلفزيون، وتذاكر الدخول إلى الملاعب مرتفعة الثمن.
أتحدث عن المحادثات التي جرت في القاهرة في 2005/2006. كان التضخم صاخبًا في ذلك الوقت كما هو الحال اليوم. على كل حال، يمكننا بسهولة أن نرى أنه مرتبط بشكل مباشر بالنظام الرأسمالي. في هذا الصدد، تم التطرق إلى التضخم المتعلق بعداد التاكسي و التاكسي. من يعرف في مدنه: كم عدد سيارات الأجرة في الماضي والحاضر. في المغرب، يهيمن نظام الرخص على الأمور. مثال: الرباط، الدار البيضاء وجميع المدن الأخرى. الرقم الأول للتاكسي والرقم الأخير. فكروا في الأمر أيها القراء الأعزاء. لأن الوضعية تختلف من مدينة لأخرى ومن بلد إلى آخر.
الجزء الثاني سيكون في المقال القادم (قريبًا جدًا): سيتناول قضايا تتعلق بالعراق، فلسطين، الإسلاميين، العمل الإرهابي في ذلك الوقت مع عمل “الأجهزة” في نظر العامة، التعليم والساعات الإضافية، البورصة (هي في أزمة اليوم ببلداننا ولكنها أثرت- من الثروة- بعض الأشخاص حتى في المغرب)، “التلاعب” بالانتخابات… والكثير من المواضيع الأخرى. ولكن سيكون من المفيد قراءة الكتاب باللغة العربية…
لذلك اختاروا قراءة الكتاب، حتى لو كان قديمًا (ألا نقرأ لليونانيين وكتبًا قديمة أخرى). كما قال ليون بلوم في سياقات أخرى: “الأخلاق تتلخص أساسًا في شجاعة اتخاذ القرار”.
لذا اقرأ أيها القارئ…
عبد الحق الريكي
الرباط، الأربعاء 21غشت2024